يعد النوم أحد العوامل الأساسية التي تؤثر بشكل مباشر على صحتنا الجسدية والعقلية، ولكن هل تعلم كم عدد ساعات النوم التي تحتاجها يومياً للحفاظ على صحة مثالية؟

إن تحديد مقدار النوم المناسب ليس سهلاً كما يبدو، فبينما ينصح الخبراء بالحصول على قسط كافٍ من الراحة، يبقى السؤال: متى يصبح النوم "أكثر من اللازم" وما العواقب الصحية لذلك؟

يؤكد الدكتور كريس وينتر، طبيب الأعصاب وخبير طب النوم، أن الإجابة عن سؤال "ما عدد ساعات النوم المثالي يومياً؟" ليست بسيطة، ويقول لشبكة "فوكس نيوز" الأميركية: "هذا سؤال من المستحيل الإجابة عنه إلى حد ما".

ويوضح وينتر أن "مقدار النوم المثالي ليس ثابتاً، تماماً مثل احتياجاتنا الغذائية أو عوامل نمط الحياة الأخرى"، مشيراً إلى أن ما قد يعتبر كثيراً لشخص ما قد يكون غير كافٍ لشخص آخر، مثل الرياضيين المحترفين الذين قد يحتاجون إلى نوم إضافي مقارنة بغيرهم.

بالنسبة للبالغين، يشير وينتر إلى أن النوم لأكثر من 11 إلى 12 ساعة يومياً يعد "أكثر من اللازم"، مما قد يثير تساؤلات حول جودة النوم. فبدلاً من أن يكون النوم الطويل مؤشراً على الراحة الجيدة، قد يدل على وجود مشكلات في جودة النوم التي قد تكون وراء الحاجة المستمرة للنوم لساعات طويلة.

ويضيف أن النوم لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى حالة تُسمى "خمول النوم"، وهي الشعور بالخمول والتعب بعد فترة نوم ممتدة.

ويشرح وينتر أن أحد أسباب النوم الزائد يعود إلى ما يُسمى "النوم التعويضي"، حيث يحاول الأشخاص تعويض قلة النوم التي يعانون منها خلال أيام الأسبوع عن طريق النوم لفترات أطول في عطلة نهاية الأسبوع.

ويشير أيضاً إلى أن النوم لفترات طويلة بشكل منتظم قد يعكس وجود مشكلات في جودة النوم. ومن الأفضل، بحسب قوله، التركيز على تحسين جودة النوم بدلاً من النوم لفترات أطول. ويوصي بمحاولة خلق "اتساق" في عدد ساعات النوم يومياً، حيث إن النوم لفترات متغيرة كل ليلة يمكن أن يؤثر سلباً على الصحة.

وأضاف: "في حين أنه لا ينبغي أن يكون (خطة أ)، فإن تعويض النوم المفقود عن طريق القيلولة أو النوم في وقت متأخر، عندما يكون ذلك ممكناً، يمكن أن يكون خطة احتياطية جيدة".

ورغم أن بعض الدراسات تشير إلى مخاطر صحية للنوم غير الكافي أو المفرط، يؤكد وينتر أن الحصول على قسط كافٍ من النوم بانتظام يظل الخيار الأفضل. ويحذر من أن النوم لفترات طويلة جداً بشكل مستمر قد يشير إلى وجود مشكلات صحية تتعلق بجودة النوم.

وفقاً لتوصيات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، يحتاج البالغون إلى ما بين سبع إلى تسع ساعات من النوم يومياً. ويؤكد وينتر أن هذا النطاق يعد الأمثل لمعظم الناس، حيث يوفر توازناً جيداً بين الراحة والصحة العامة.

ويختتم وينتر حديثه بأن "الحصول على قسط كافٍ من النوم بانتظام يظل أفضل من المعاناة من نقص مستمر"، مشدداً على أهمية الالتزام بساعات نوم ثابتة قدر الإمكان.

شارك هذا المقال