"حق الأمل" على الطاولة.. بهتشلي يدعو أوجلان للحديث أمام البرلمان لإنهاء الإرهاب
تلفزيون سوريا -

جدد زعيم حزب الحركة القومية (MHP) دولت بهتشلي، خلال اجتماع مجموعته الأسبوع الماضي، دعوته لزعيم حزب العمال الكردستاني (PKK) عبد الله أوجلان، حيث طلب منه إصدار أمر بوقف العنف وإعلان انتهاء الإرهاب. 

ورفع بهتشلي من سقف دعوته في اجتماع هذا الأسبوع قائلاً: "إذا تم رفع العزل عن زعيم الإرهابيين، فليأتِ إلى البرلمان التركي ويتحدث في اجتماع مجموعة حزب (DEM). وليعلن أن الإرهاب قد انتهى تماماً وأن التنظيم تم حله".

وأشار بهتشلي إلى أنه في حال أظهر أوجلان "العزيمة" لحل التنظيم وإنهاء الإرهاب، قد يتم إجراء تعديل قانوني يسمح بتطبيق "حق الأمل" الذي يفتح الطريق لرفع العزل.

وجاءت هذه التصريحات بعد المصافحة التي جرت في افتتاح السنة التشريعية الجديدة للبرلمان التركي في الأول من تشرين الأول، حيث علق بهتشلي على الدعوة التي وجهها إلى أوجلان، مشيراً إلى أن "اليد التي مدها لحزب حزب المساواة والديمقراطية الشعبية (DEM) كانت محل حديث ونقاش لعدة أيام".

وأضاف بهتشلي أن "سوق الإشاعات قد بلغ ذروته" بسبب تصريحاته، قائلاً: "رغم أنني شرحت أفكاري بشكل واضح خلال الأسبوعين الماضيين وشاركت نيتي الصادقة، إلا أن البعض ما زالوا لا يهدؤون ويصرون على البحث عن الإبرة في كومة القش ويرمون الحجارة من الظلام إلى النور".

اقرأ أيضاً

"مستعدون للتضحية"

ورد بهتشلي، دون ذكر أسماء، على تصريحات رئيس البرلمان السابق بولنت أرينتش الذي أشار إلى الحاجة إلى "عملية جديدة" قائلاً: "تركيا لا تحتاج إلى عملية حل جديدة، بل إلى تفعيل العقل الجماعي، اتخاذ خطوات صادقة وصريحة، والبقاء بعيداً عن الضغوط الخارجية، وتعزيز الأخوة التي دامت ألف عام".

واختتم بهتشلي قائلاً: "مشكلة تركيا ليست الأكراد بل التنظيم الإرهابي. بالطبع علينا حل مشاكل كل فرد من إخواننا الأكراد، ولكن الإشارة إلى حل قائم على الهوية الجماعية أو العرقية يشكل خطراً كبيراً... النقطة الأساسية هي: قبول مطالب التنظيم الإرهابي يعني الرضوخ للتهديد. كسر شوكة الإرهاب هو واجبنا في كل الظروف".

وأضاف: "الحل الوحيد لـ PKK هو إنهاء أعماله دون شروط، وتسليم أسلحته للدولة، والخضوع للحكم الذي ستصدره العدالة التركية وقبول عقوبته".

وأكد بهتشلي أن عنوان الحل هو البرلمان التركي، مضيفاً: "إذا كان الجميع متفقين على سياسة خالية من الإرهاب، وبلد خالٍ من الإرهاب، ومستقبل بلا إرهاب؛ فنحن هنا، ونحن مستعدون ليس فقط لوضع أيدينا تحت الصخر، بل أجسادنا كاملة".

وأضاف: "نحن مستعدون لتحمل كل التضحيات من أجل تركيا والشعب التركي، مستعدون لتحمل كل الصعوبات، واتخاذ كل الخطوات اللازمة بإيمان ويقين".

اقرأ أيضاً

ندائه الأول لأوجلان

وذكّر بهتشلي بندائه السابق لعبد الله أوجلان، ورفع من سقف هذا النداء قائلاً: "إلى من يقولون إنه لا يمكن حل شيء دون زعيم الإرهابيين: إذا تم رفع العزل عنه، فليأتِ إلى البرلمان ويتحدث في اجتماع مجموعة حزب DEM. وليعلن انتهاء الإرهاب وحل التنظيم. إذا أظهر هذه الشجاعة والإرادة، فسيفتح له الطريق للاستفادة من قانون 'حق الأمل'".

وأضاف: "لا قنديل ولا أدرنة؛ العنوان يجب أن يمتد من إمرالي إلى DEM. دعونا نخرج هذه القضية الإرهابية الثقيلة والتاريخية من جدول أعمال البلاد بالكامل. نحن مستعدون لذلك. من أجل الوطن، والشعب، والدولة، والعلم، والمستقبل المشترك، والاستقلال التام، نحن مستعدون لتحمل كل شيء".

واختتم قائلاً: "نحن مستعدون للتضحية بكل شيء من أجل تركيا والشعب التركي، لتحمل كل صعوبة، واتخاذ كل خطوة ضرورية. أقول هذا أمام التاريخ: نحن قسمنا على ذلك".

كما طالب بهتشلي بالسماح لأمهات ديار بكر بالالتقاء بأبنائهن.

اقرأ أيضاً

ما هو "حق الأمل"؟

"حق الأمل" الذي طرحه زعيم حزب الحركة القومية (MHP) دولت بهتشلي فيما يتعلق بعبد الله أوجلان، هو نظام للعفو يتيح للمحكومين بالسجن مدى الحياة فرصة استعادة حريتهم.

وفي قانون العقوبات التركي القديم (TCK)، كانت عقوبة الإعدام تعادل السجن مدى الحياة المشدد في القانون الحالي، وهو حكم لا استثناء فيه. ومع ذلك، فإن "حق الأمل" يتيح للمحكوم عليهم بالسجن مدى الحياة فرصة العودة إلى المجتمع بعد فترة معينة.

وينص هذا الحق على إمكانية مراجعة العقوبات المفروضة على المحكوم عليهم بالسجن مدى الحياة المشدد بعد فترة زمنية محددة، وإعادة تأهيل المحكوم عليهم. هذا النظام يسمح بمراجعة العقوبة وإمكانية الإفراج المشروط بناءً على حسن سلوك المحكوم خلال فترة الحبس. وهو حق يمكن أن يُمنح للمحكومين الذين يظهرون تحسناً ويستوفون شروطاً قانونية معينة.

يهدف هذا الحق إلى الحفاظ على أمل المحكوم عليه في الحصول على حريته، من خلال نظام قانوني يحدد شروط الإفراج المحتمل بناءً على سلوك المحكوم عليه. وهذا الحق ليس متاحاً لجميع المحكومين، بل ينطبق فقط على أولئك الذين يستوفون معايير محددة.

اقرأ أيضاً

كيف علق حزب DEM على التصريحات؟

وأعلن نائب زعيم حزب الحركة القومية (MHP) فتي يلدز عبر حسابه على (X) بعد خطاب بهتشلي، أن هذا اليوم يشكل نقطة تحول في السياسة التركية.

وردّت رئيسة حزب DEM المشاركة تولاي حاتم أوغلاري على دعوة زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشلي خلال اجتماع المجموعة البرلمانية لحزبها.

وقالت حاتم أوغلاري: "طريق حل القضية الكردية واضح. إن الطرف المعني بالسلام في الشرق الأوسط وتركيا هو السيد عبد الله أوجلان الذي يخضع لعزل صارم في إمرالي. الحل يكمن في البرلمان. نحن مستعدون لتحمل المبادرة. كخطوة أولى، فليرفع العزل".

وأضافت حاتم أوغلاري أن العزل المفروض على أوجلان مستمر منذ 44 شهراً، وأنهم يناضلون منذ سنوات لرفع هذا العزل، وتابعت قائلة: "دعوا العزل يُرفع، دعوا السيد أوجلان يظهر ويتحدث. قلنا الأسبوع الماضي: 'دعونا نرى ما سيقوله الجميع'، ونكرر هذا الأسبوع. يجب اتخاذ خطوة دون إضاعة الوقت".

وتابعت: "من الآن فصاعداً، نعد بتحمل أي ثمن يتطلبه السلام المشرف. سيأتي هذا السلام المشرف إلى هذا البلد. سنحتفل وسنرقص الدبكة، تلك الأيام قريبة".

اقرأ أيضاً

حزب الجيد ينتقد كلمات بهتشلي والشعب الجمهوري

ووجه رئيس حزب İYİ مسعود درويش أوغلو انتقاداً لدولت بهتشلي بعد خطابه في اجتماع مجموعة حزب الحركة القومية، وقال عبر حسابه على (X): "من منبر البرلمان الذي أسسه أتاتورك، لا يمكن أن يتحدث سوى ورثة مصطفى كمال، وليس زعماء الإرهابيين وأعوانهم".

ووجه درويش أوغلو انتقاداً لحزب العدالة والتنمية (AKP) وحزب الشعب الجمهوري (CHP) بهذه الكلمات: "هذه الحكومة التي فقدت الأخلاق والضمير، وشريكها الذي فقد العقل والحكمة، إلى جانب المعارضة الرئيسية التي تنتظر إذناً للتجول في أرض الوطن، لم يعد لهم أي اعتبار بالنسبة لنا".



إقرأ المزيد