موقع الحل السوري الأخباري - 1/14/2025 4:13:07 AM - GMT (+2 )
بعد سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر الماضي، توافدت العديد من منظمات المجتمع المدني إلى سوريا، بهدف بناء البلاد والنهوض بالمجتمع، وتوثيق جرائم وانتهاكات النظام السوري البائد، فضلا عن فرص المشاركة في المرحلة الانتقالية السياسية في سوريا. وفي هذا الصدد، تجري منصة الشرق أكاديميا بمنتدى الشرق، سلسلة ورش توعوية حول “الحوارات الوطنية في المراحل الانتقالية”.
واستضافت جامعة دمشق، أول محاضرة توعوية حول “الحوارات الوطنية في المراحل الانتقالية”، اليوم الاثنين، والتي ألقاها الدكتور محمد عفان مدير منصة الشرق أكاديميا.
وأجرى “الحل نت” مقابلة مع الدكتور عفاف وتم الحديث عن سياسة الحزب الواحد وكيف أن عدم التعددية يضعف الهوية الخاصة للبلاد، وهل يمكن انتقال السلطة في سوريا دون حوار وطني، وكذلك وجهة نظره حول “الحوار الوطني” المرتقب بسوريا.
سوريا وأهمية “الحوار الوطني”تأتي محاضرة ورشة منصة الشرق أكاديميا بمنتدى الشرق بجامعة دمشق بعد ورشة توعوية مماثلة قدمتها في جامعة حلب قبل نحو 3 أيام.
وبتوجيه “الحل نت”، سؤال للدكتور محمد عفان مدير منصة الشرق أكاديميا، والذي ألقى المحاضرة التوعوية اليوم في جامعة دمشق، أنه ذكر خلال محاضرته أن سياسة الحزب الواحد وعدم تعدد الأحزاب تضعف الهوية الخاصة للبلاد؟
أجاب الدكتور محمد عفاف: “ما ذكرته هو أنه بعد استقلال الدول العربية، كان ثمة توجه نحو سياسة الحزب الواحد، بزعم أن ذلك سيحقق الوحدة الوطنية، وأن التماسك المجتمعي بعد الاستقلال لا يسمح بتعدد الأحزاب”.
لكن ما أثبتته التجربة التاريخية هو عكس ذلك، فسياسة الحزب الواحد جعل الناس يشعرون أنهم لا ينتمون إلى هذا البلد، بل وأن بلدهم مختطف من قبل هذا الحزب. وبالتالي، فإن الصيغة الأصح لتعزيز الانتماء الوطني لدى الشعوب هي الاستيعاب، وتعدد الأحزاب تحت الهوية الوطنية، وهذه المسألة ليست بدعة من الأمم، وفق ما أردفه مدير منصة الشرق أكاديميا بمنتدى الشرق، لـ”الحل نت”.
وأشار الدكتور عفاف إلى أن ما يعزز الوحدة هو وجود “وحدة واستيعاب حقيقي”، وليس وجود حزب واحد يفرض السياسات على الجميع ويعتبر نفسه الوطن ويمثل الانتماء الوطني.
ماذا عن انتقال السلطة دون حوار وطني؟تساءل “الحل نت” عن انتقال السلطة في سوريا دون “حوار وطني”، فبعد سقوط الأسد، أُعلن في البداية عن عقد حوار وطني لمدة زمنية مدته 20 يوما لتأسيسه، إلا أنه تم تأجيله لاحقا، بسبب أنه سيتم تشكيل لجنة تحضيرية للمؤتمر، لذا هل من الممكن أن تنجح العملية السياسية في سوريا دون إجراء “حوار وطني”؟
رجح الدكتور محمد عفان مدير منصة الشرق أكاديميا خلال لقائه مع “الحل نت”، أن إجراء “الحوار الوطني” مسألة أساسية. المشكلة هنا أن هناك عوامل تدفع إلى تسريع “الحوار الوطني” لطمأنة المواطنين والقوى المجتمعية والنخب السورية.
وهناك سياقات أخرى تدفع إلى التأجيل، منها حالة الارتباك والأوضاع غير المستقرة، فضلا عن حالة عدم اليقين في المشهد الانتقالي، هي ما يعجل بحالة التردد والتأجيل في كل مرة، طبقا لحديث الدكتور عفاف.
وفي اعتقاد الدكتور عفاف أن المشكلة لا تكمن في التهرب من فكرة عقد “حوار وطني” ومن ثم الانتقال إلى المرحلة الانتقالية بسوريا، بل في عدم القدرة على إيجاد صيغة للتعامل مع تحديات المرحلة الانتقالية من جهة، ومن ثم التحضير الهادئ والمنظم لحوار وطني احترافي.
دعوة أفراد وليس كيانات!بالصيغة التي أعلنتها الإدارة الجديدة في دمشق، فإن “الحوار الوطني” سيكون عبارة عن أفراد وليس كيانات. هل تعتقدون أن هذا الأمر صحي لوضع متل سوريا، خليط من الطوائف والقوميات؟
قال الدكتور محمد عفاف لـ”الحل نت” إن لكل خيار جوانبه. الخيار الفردي هو الأسهل والأيسر، لكن في الوقت نفسه هناك معاناة في التنفيذ لأنه ليس تنفيذا قطاعيا، فالأخير يعطي شرعية أكبر.
لكن المعضلة بتقدير الدكتور عفاف تكمن في غياب أو ضعف المؤسسات المستقلة والمستقرة أيضا وضعف المؤسسات الحكومية في عهد النظام السوري السابق، وبالتالي، فإن التنفيذ والتمثيل الإقطاعي سيكون معقدا جدا.
ولذلك لا يوجد خيار بدون مشاكل، والاختيار الفردي أسهل وأسرع، لكن مشكلته تكمن في شرعية التمثيل.
وفي النهاية، الحل يكمن في الخيارين، أي أن تقوم الإدارة الجديدة في دمشق باتباع الخيارين، مثلا أن تكون هناك مرحلة عبر الأفراد، ومرحلة ثانية بأن تكون عبر مشاركة المؤسسات والكيانات السياسية المختلفة.
هذا وأعلن وزير خارجية الإدارة السورية الجديدة أسعد الشيباني، قبل أيام قليلة، أن الإدارة التي يقودها أحمد الشرع “ستتريث” في تنظيم المؤتمر الوطني المرتقب، والذي يهدف إلى جمع السوريين من مختلف الأطياف لـ”إنشاء الهوية السياسية” لسوريا.
وبحسب د. مؤيد غزلان قبلاوي المطلع على التحضيرات “للمؤتمر الوطني” العام في سوريا، لـ”الشرق الأوسط”، فإن الدعوات ستكون لأفراد وليس لكيانات المعارضة، لأن أهداف تلك الكيانات السياسية تغيرت الآن.
إقرأ المزيد