بعد موجة من الغضب والاستياء من عودة رجل الأعمال السوري محمد حمشو المقرّب من النظام البائد إلى سوريا، وتسوية وضعه مع الإدارة السورية الجديدة، أفادت مصادر مطلعة أن حمشو غادر البلاد بعد وقت قصير من عودته إلى سوريا.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن تقديم حمشو (ذراع ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد) مبلغ مليار دولار للخزينة العامة مقابل تسوية وضعه.

وأضافت أن حمشو “توصل إلى تسوية مع السلطة السورية الجديدة، عبر وساطة رجال أعمال سوريين مقربين من السلطة، وبوساطة قطرية تضمن عودته إلى البلاد وممارسة أعماله”.

محمد حمشو يغادر سوريا

نحو ذلك، أكدت مصادر مطلعة لـ”العربية.نت” أن رجل الأعمال، محمد حمشو غادر سوريا، مضيفة نقلا عن أشخاص مقربون منه، بأن حمشو وصل دمشق لتسوية أوضاعه، ثم غادر بعد فترة قصيرة.

وبيّنت المصادر ذاتها، اليوم الاثنين، أنه وصل سوريا “لرفع البلاء عن نفسه”، ثم غادر قائلا: “الله يهنيكم بالبلد”، وفق كلامهم.

https://www.facebook.com/share/p/1Gc48mvqvq/

وصرحت مصادر خاصة في إدارة العمليات العسكرية أن “الحديث عن تسوية حمشو بدأ منذ اليوم الثالث من سقوط النظام السوري البائد مع صدور تعليمات بالحفاظ على ممتلكاته وعدم مصادرة أو الاستيلاء على أي منها”.

وذكر مصدر عسكري شارك في مداهمة مجمع فيلات تعود لحمشو في إحدى ضواحي دمشق لـ”صوت العاصمة”، إن “المجموعة تلقت اتصالات من أحد أصحاب النفوذ في هيئة تحرير الشام بعد دخولهم إلى المنطقة، وصدرت أوامر بالانسحاب منها دون المساس بأي من الممتلكات”.

وطبقا للمصدر ذاته فإن “كراجا من طابقين يحوي عشرات السيارات شوهد خلال عملية التفتيش تعود ملكيته لحمشو ورجال أعمال آخرين شركاء له”.

حالة غضب

وأكد المكتب الإعلامي في رئاسة “حكومة تصريف الأعمال” السورية، في تصريح لمنصة “تأكد”، صحة الأنباء المتداولة حول عودة محمد حمشو، إلى سوريا.

لكنه نفى المكتب صحة الادعاءات المتعلقة بدفع حمشو مبلغ مليار دولار لخزينة الدولة السورية.

وتداول العديد من السوريين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية، أن حمشو توصل إلى تسوية مع السلطة السورية، الأمر الذي أثار غضبا واسعا وانتقادات للإدارة الجديدة في دمشق.

وكان من بين المنتقدين الممثل السوري مكسيم خليل، حيث كتب منشورا انتقد فيها عودة حمشو، ورأى أن أمهات الضحايا فقط من يملكن الحق في اتخاذ القرار في مثل هذه المسائل.

من هو محمد حمشو؟

ولد حمشو في سوريا ويتحدر من عائلة تجارية معروفة. وهو رجل أعمال سوري بارز، وكان أحد أبرز الأسماء في “اقتصاد الظل” في عهد الأسد.

ويعرف حمشو بارتباطه الوثيق بنظام بشار الأسد البائد. واشتهر بعمله في العديد من القطاعات الاقتصادية، إذ يمتلك مجموعة من الشركات الكبرى في مجالات التجارة والصناعة والمقاولات والنفط والاتصالات وغيرها.

يعتبر حمشو أيضا من الأفراد الذين استفادوا من السياسات الاقتصادية التي نفذها النظام البائد، وكان له علاقات قوية مع رجال أعمال آخرين مرتبطين بالنظام، بالإضافة إلى ارتباطه بشبكات تجارية إقليمية ودولية.

وحمشو متهم بالاستفادة من الوضع القائم أثناء الأزمة السورية لتحقيق أرباح ضخمة، بالإضافة إلى دوره البارز في دعم النظام بحربه ضد الشعب السوري، وهو أحد الأذرع الاقتصادية لماهر الأسد شقيق بشار، ويشغل عدة مناصب هامة أبرزها أمين سر غرفة تجارة دمشق، وأمين سر عام اتحاد غرف التجارة السورية، فضلا عن كونه كان عضوا في “مجلس الشعب”.

إلى جانب علاقاته المشبوهة مع بعض القوى السياسية والعسكرية. وعليه، فرضت عقوبات دولية عليه، خاصة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

إقرأ المزيد