تلفزيون سوريا - 2/14/2025 10:11:41 AM - GMT (+2 )
دعا السيناتور الجمهوري، جيم ريتش، الإدارة الأميركية إلى اتباع سياسة مرنة تجاه سوريا بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، بما في ذلك رفع تدريجي لعقوبات "قانون قيصر".
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها السيناتور ريتش، الذي يشغل منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، في جلسة استماع عقدتها اللجنة تحت عنوان "ما بعد الأسد: إدارة السياسة تجاه سوريا"، قُمت فيها مداخلات من كل من المدير الإداري لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، مايكل سينغ، ومديرة الأبحاث والزميلة البارزة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، دانا سترول.
وأكد السيناتور ريتش أن الهجوم الذي شنته حركة "حماس" على إسرائيل في 7 تشرين الأول 2023 "أدى إلى قلب الافتراضات السياسية في الشرق الأوسط رأساً على عقب"، مشيراً إلى أن "حلقة النار التي أحاطت بإسرائيل لعقود، والمكونة من وكلاء الإرهاب وعدم الاستقرار، تحولت إلى خراب".
وأضاف أن "حزب الله، جوهرة التاج للجماعات الإرهابية في طهران، أصبح في وضع يُرثى له، كما أن الطريق السريع لأسلحة إيران عبر سوريا انقطع"، مؤكداً أن "الأكثر إثارة للدهشة هو انهيار نظام الأسد، رمز الوحشية، بشكل مفاجئ".
مخاوف أميركية بشأن مستقبل سورياوعن المخاوف الأميركية بشأن مستقبل سوريا، قال السيناتور ريتش إن "سقوط نظام الأسد يضع صناع القرار أمام معضلة: كيف ينبغي للولايات المتحدة أن تتعامل مع سوريا، وهل يجب عليها ذلك؟".
وشدد على أن "هناك مقايضة حقيقية بين الفرصة والمخاطرة، حيث إن المشاركة المفرطة في وقت مبكر قد تؤدي إلى مشكلات أمنية جديدة، بينما قد تؤدي قلة المشاركة إلى منح روسيا وإيران فرصة لاستعادة نفوذهما في المنطقة".
وأكد السيناتور ريتش أن "رفع العقوبات بسرعة ينطوي على مخاطر كبيرة، إذ إن نظام الأسد كان يروج لنفسه على أنه معتدل، لكنه في الواقع دعم بعضاً من أكثر الجماعات الإرهابية عنفاً، وقاتل إلى جانب تنظيم القاعدة في العراق، ثم عمل مع تنظيم الدولة الإسلامية، ثم أعلن ولاءه للقاعدة مجدداً".
شروط أميركية للتعامل مع الإدارة السوريةحدد المشرع الأميركي أربعة شروط رئيسية يجب تلبيتها قبل أن توسع الولايات المتحدة مشاركتها في سوريا، وهي:
منع تحول سوريا إلى منصة للإرهاب
قال إن "الهجمات الإرهابية الأخيرة في نيو أورليانز، المستوحاة من تنظيم الدولة، والتقارير عن تسلل عناصر داعش عبر الحدود خلال إدارة بايدن، تثير القلق"، مؤكداً أن "واشنطن بحاجة إلى ضمانات بأن الإدارة السورية لن تسمح لسوريا بأن تصبح قاعدة لشن هجمات على الولايات المتحدة أو شركائها، مع ضرورة القضاء على مخزونات الأسلحة الكيميائية لنظام الأسد".
إنهاء النفوذ الروسي والإيراني في سوريا
أشار إلى أن "روسيا وإيران يجب أن تخرجا نهائياً من سوريا"، مشدداً على أن "موسكو لا ينبغي أن تستغل ميناءها على البحر المتوسط لتهديد الولايات المتحدة أو حلفائها".
وأعرب السيناتور ريتش عن قلقه من "استضافة دمشق مؤخراً لوفد روسي لاستكشاف اتفاقيات إقامة قواعد عسكرية جديدة".
القضاء على تجارة المخدرات التي أسسها نظام الأسد
شدد على أن "نظام الأسد حول سوريا إلى دولة مخدرات، حيث أغرق المنطقة بالكبتاجون والميثامفيتامين، مما أدى إلى تفشي الفساد وعدم الاستقرار".
وأكد أن "إمبراطورية المخدرات التي أنشأها النظام السابق يجب أن تُدمر بالكامل، بما في ذلك بنيتها التحتية الضخمة ومخزونها الهائل".
تحمل الإدارة السورية مسؤولية الأميركيين المحتجزين
طالب السيناتور ريتش الإدارة السورية بأن "تتولى مسؤولية المواطنين الأميركيين الذين اعتقلهم نظام الأسد، وعلى رأسهم الصحفي أوستن تايس".
وأكد أن "هذه القضية تمثل أولوية قصوى بالنسبة للولايات المتحدة، وينبغي أن تكون كذلك بالنسبة للقادة السوريين إذا كانوا يرغبون في تحسين علاقاتهم مع واشنطن".
السياسة الأميركية تجاه العقوبات ومستقبل سورياوفيما يتعلق بالعقوبات على سوريا، قال السيناتور ريتش إن الرئيس السوري، أحمد الشرع، "قرر حل الدستور السوري وتعيين نفسه رئيساً لمدة أربع سنوات"، مشدداً على أن "السوريين يستحقون خريطة طريق سياسية تعيد السلطة إلى الشعب، وليس إعادة إنتاج الديكتاتورية السابقة التي تهدد أمنهم وأمن الولايات المتحدة".
وأوضح أن "واشنطن تحتاج إلى أكثر من مجرد وعود، إذ إنها بحاجة إلى رؤية خطوات ملموسة من الإدارة السورية"، مشيراً إلى أن "الإدارة الأميركية مستعدة لرفع تدريجي لعقوبات قيصر إذا أظهرت الإدارة السورية التزاماً فعلياً بتنفيذ الإصلاحات المطلوبة".
وختم رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي حديثه بالتأكيد على أن "مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض يعمل حالياً على وضع سياسة جديدة تجاه سوريا"، مشيراً إلى أنه "سيواصل العمل لضمان تبني سياسة تحقق التوازن بين حماية المصالح الأميركية ودعم الاستقرار في سوريا".
إقرأ المزيد