تلفزيون سوريا - 3/13/2025 4:31:58 PM - GMT (+2 )

نشر المجلس النرويجي للاجئين (NRC) تقريراً جديداً كشف عن استمرار العراقيل التي تواجه جهود التعافي في سوريا بعد 14 عاماً من الحرب، بسبب الاضطرابات المستمرة ونقص الاستثمارات في البنية التحتية المدنية.
وأظهر التقرير الذي شمل تحليلاً اقتصادياً لأسواق في ريف دمشق، ودرعا، وحلب، وحمص، وحماة، أن بعض الأسواق المحلية غير قادرة على استيعاب العمال الجدد، خصوصاً في حال حدوث عودة جماعية للنازحين من داخل البلاد وخارجها.
كما أكدّ انخفاض الإنتاج والنشاط التجاري، رغم بعض الإصلاحات الاقتصادية التي تضمنت زيادة انفتاح السوق، والحد من "المحسوبية" في قطاع الأعمال، وتخفيض رسوم النقل على البضائع، مما ساهم جزئياً في تسهيل حركة التجارة بين المناطق السورية.
أزمة سيولة خانقة رغم التحسن النسبي في الأسعاروفي هذا السياق، قال فيديريكو جاكيتي، مدير مكتب المجلس النرويجي للاجئين في سوريا: "على الرغم من التحسن النسبي في الأسعار خلال الأشهر الأخيرة، ما تزال الأسواق السورية تعاني من أزمة سيولة حادة، مما أدى إلى انهيار القدرة الشرائية لدى معظم العائلات، بالإضافة إلى عدم إمكانية كثير من العائلات السورية تحمل تكاليف الطعام والاحتياجات الأساسية، حتى عندما تنخفض الأسعار".
وأضاف: " كل يوم هو صراع من أجل البقاء. سوريا بحاجة إلى استثمارات تخلق فرص عمل وتدعم المشروعات الصغيرة، خاصة في مجال إعادة تأهيل البنية التحتية المدنية".
ارتفاع تكاليف المعيشة وتفاقم البطالةومع استمرار الأزمة الاقتصادية، كشف المجلس أن كلفة الغذاء والإيجار والمرافق الشهرية للأسرة السورية تبلغ نحو 3 ملايين ليرة سورية، أي ما يعادل حوالي 300 دولار أميركي، ما يعكس التقلبات المستمرة في سعر الصرف وعدم استقرار الأسواق.
وفي الوقت نفسه، يعاني النازحون والعائدون إلى مناطقهم من آثار كارثية من جراء تخفيض المساعدات الإنسانية، بما في ذلك تقليص الحصص الغذائية الشهرية.
وعلى الرغم من انخفاض أسعار بعض السلع الأساسية خلال الأشهر الأربعة الماضية، إلا أن أسعار الخبز ارتفعت ثماني مرات مقارنة بالعام الماضي، بسبب التخفيض الجزئي للدعم الحكومي، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة.
دعوات لدعم السوريين قبيل مؤتمر بروكسل التاسعومع اقتراب انعقاد مؤتمر بروكسل التاسع للمانحين، في 17 آذار/ مارس الجاري، دعا المجلس النرويجي للاجئين المجتمع الدولي إلى تعزيز الدعم للسوريين النازحين والعائدين، لضمان تحقيق تعافٍ مستدام.
وأكد جاكيتي:"هناك حاجة ماسة إلى الإغاثة العاجلة، لكن ذلك لا يكفي وحده. يجب أن يكون الدعم مصحوبًا بجهود طويلة الأمد لتعزيز قدرة السوريين على الاعتماد على أنفسهم. أي خطة لتعافي سوريا يجب أن تشمل هذين الجانبين معاً".
شارك هذا المقال
إقرأ المزيد