تلفزيون سوريا - 3/31/2025 1:28:42 PM - GMT (+2 )

في صباح عيد الفطر، وبعد أداء صلاة العيد، يتوجه أهالي محافظة دير الزور شرقي سوريا، إلى ما يعرف بـ"المِجَنَّة" أو "المقبرة" أو كما يسميها بعضهم "البرية"، حيث يحيون طقساً اجتماعياً متوارثاً يتمثل بزيارة قبور ذويهم وقراءة الفاتحة على أرواحهم، في عادة تجمع المحبّة والذكرى في آنٍ واحد.
تقاليد راسخة تتحدى الحداثةتجتمع العائلات على اختلاف أعمارها في المِجَنَّة، حيث تبدأ الزيارة بقراءة الفاتحة وبعض الآيات القرآنية، ثم تبادل التهاني بين أفراد الأسرة، يليها تبادل الزيارات بين العائلات الأخرى، وهو ما يخلق أجواء من الألفة والتواصل قلّما تشهدها الحياة اليومية.
يقول الباحث سعيد حمزة لصحيفة "الفرات"، إن زيارة المقابر في أول يوم من العيد تشكّل ركيزة من ركائز العادات الاجتماعية التي ما تزال حاضرة بقوة، رغم كل مظاهر التمدّن والتغيرات التي طرأت على المدينة، ويضيف: "هي فرصة لرؤية الأصدقاء والجيران وتبادل التهاني قبل الانشغال في استقبال الزوّار أو الذهاب مع الأطفال إلى ساحات العيد".
طقوس الضيافة والعيديةبعد زيارة المجنّة، يعود الأهالي إلى منازلهم حيث يقوم الأخ الأكبر عادة بفتح أبواب البيت لاستقبال الأقارب، وتُقدَّم الضيافة التقليدية التي تشمل القهوة المُرّة والحلويات الديرية مثل الكليجة والأقراص، إضافة إلى توزيع العيديات للأطفال.
المِجَنَّة.. اسم ومعنى وموقعيشرح وائل العباس، أحد أهالي دير الزور، أن المِجَنَّة تقع عند مدخل المدينة من جهة الغرب، وتشرف على كراج الانطلاق وشارع بور سعيد والمدينة الجامعية، وجاءت تسميتها، بحسب الاعتقاد الشعبي، من أن من يُدفن فيها يكون في جنات الخلد، كما أن الكلمة في اللغة تعني المكان الذي يُستتر فيه، وقد ارتبطت كذلك بكثرة الجن والنباتات في المكان، وهو ما جعلها رمزاً روحياً لدى سكان المدينة.
ولكل عائلة في دير الزور "مِجَنَّتها" الخاصة، التي يعتني بها الأهالي بزراعة الورود ذات الروائح الطيبة، ويكثرون زيارتها في الأعياد والمناسبات المفرحة، إيماناً بأن أرواح موتاهم تفرح بزيارتهم وتذكّرهم.
ورغم مرور الزمن، لا تزال "المِجَنَّة" واحدة من أصدق تعبيرات الوفاء والارتباط بالأرض والذاكرة، وتُظهر كيف يمكن لتقليد بسيط أن يحفظ قيمة الأسرة والمجتمع والرحم في يوم العيد.
شارك هذا المقال
إقرأ المزيد