موقع الحل السوري الأخباري - 4/28/2025 8:39:40 PM - GMT (+2 )

تشهد منطقة “سد تشرين” الاستراتيجي بريف حلب السورية حالة من الاستنفار العسكري، وسط تصاعد التوترات الأمنية، وفق ما أفادت به وسائل الإعلام السورية، اليوم الاثنين.
وبحسب مصادر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، يأتي هذا الاستنفار في ظل هشاشة الهدنة المعلنة، مع تزايد الخروقات بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) من جهة، والتشكيلات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع السورية من جهة أخرى.
وتزامن هذا التصعيد مع سلسلة هجمات نفذتها طائرات مسيّرة تركية استهدفت مواقع في محيط السد خلال الساعات القليلة الماضية، مما زاد من حالة الغموض والقلق حيال مستقبل الوضع الميداني في المنطقة.
توترات في سد تشريننحو ذلك، أفادت وسائل إعلام سورية، بعودة أجواء التوتر إلى محيط “سد تشرين” بريف حلب الشرقي، شمالي سوريا، مع ورود أنباء عن تحركات عسكرية مكثفة من مختلف الأطراف.
وذكرت المصادر ذاتها أن الجيش السوري دفع بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى محاور القتال المحيطة بـ”سد تشرين”، وسط تصاعد التوتر مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وانتشر فيديو مصور على منصات التواصل الاجتماعي، تظهر أرتالا عسكرية كبيرة يقال إنها تابعة للجيش السوري وهي تتجه نحو المنطقة لتعزيز جبهات القتال ضد “قسد”.
في المقابل، أشارت تقارير إعلامية أخرى إلى أن فصائل سورية موالية لتركيا أرسلت، ظهر اليوم الاثنين، تعزيزات إضافية إلى محيط “سد تشرين”، ما ينذر بمزيد من التصعيد العسكري في المنطقة.
وأرجع مصدر حكومي في دمشق، هذه التحركات إلى “عدم التزام قسد بالاتفاقيات الموقعة مع الدولة السورية”، دون تقديم تفاصيل إضافية، وفق وسائل الإعلام المحلية.
ورغم ذلك، لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة السورية أو من قوات سوريا الديمقراطية بشأن هذه التطورات الخطيرة.
بينما أشار “المرصد السوري“، إلى عودة القوات العسكرية من الطرفين للتمركز في النقاط المتقدمة، حيث تمركز “قسد” في قرية أبو قلقل على بعد 7 كيلومتر من السد، بالتوازي مع توجيه أوامر لتشكيلاتها برفع الجاهزية القتالية منذ ساعات.
وبالمقابل عززت القوات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع مواقعها على الطرف الآخر، بالعتاد العسكري والجنود.
ولفت “المرصد السوري” أيضا إلى عودة التوتر في منطقة “سد تشرين”، حيث قتل عنصر من “فرقة السلطان مراد”، إثر اندلاع اشتباكات عنيفة، استخدم خلالها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين قوات سوريا الديمقراطية من جهة، وعناصر من “فرقة السلطان مراد” من جهة أخرى، على محور السد، إثر محاولة عناصر الأخيرة التسلل باتجاه مواقع عسكرية على المحور “سد تشرين”.
تأتي هذه التحركات وسط تصاعد المخاوف من اندلاع مواجهات جديدة قد تهدد استقرار واحد من أهم المرافق الحيوية في شمال سوريا، حيث يمثل “سد تشرين” أحد أهم مصادر توليد الطاقة الكهربائية وتخزين المياه في شمال سوريا، ما يجعل أي تصعيد عسكري بالقرب منه ذا تبعات خطيرة، سواء على البنية التحتية أو على الاستقرار السكاني في المنطقة المحيطة به.
خرق تركي لوقف إطلاق النارشهدت منطقة “سد تشرين” حالة من الهدوء منذ ثلاثة أسابيع، حيث كان ثمة حديث عن وقف إطلاق نار برعاية أميركية بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش التركي، دون إعلان الأطراف حتى الآن.
إلا أن طائرة مسيّرة تركية قصفت، اليوم الاثنين، محيط “سد تشرين”، ما أدى إلى وقوع انفجار وتصاعد أعمدة الدخان من المواقع المستهدفة غرب السد، دون ورود معلومات عن سقوط ضحايا، وفقا “للمرصد السوري“.
ويُعد هذا الاستهداف التركي خرقا جديدا لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع تحت إشراف أميركي، حيث عاودت الطائرات المسيّرة التركية قصف محيط السد الاستراتيجي، ليرتفع عدد الضربات منذ يوم أمس إلى أربع.
يشار إلى أن “المرصد السوري” وثق، منذ بدء التصعيد في 12 كانون الأول/ديسمبر 2024، مقتل 628 شخصا.
تأتي هذه التوترات بعد بيان للرئاسة السورية، أكدت فيه أمس الأحد، أن تحركات وتصريحات قادة “قسد”، التي تدعو إلى “الفيدرالية وتكرس واقعا منفصلا على الأرض”، تتعارض بشكل صريح مع مضمون الاتفاق بين الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، وقائد “قسد” مظلوم عبدي.
بينما أكد مظلوم عبدي، أن “سوريا الجديدة تحتاج إلى دستور لا مركزي، يضم جميع المكونات”، مشددا على أن واجب “قسد” حماية المكتسبات الموجودة في شمال شرقي سوريا، مضيفا أن مؤتمر “وحدة الصف والموقف الكُردي”، الذي عُقد في مدينة القامشلي/قامشلو، لا يهدف إلى التقسيم، بل هو من أجل وحدة سوريا.
وبالتالي، تطرح هذه التطورات تساؤلات ملحة حول قدرة الأطراف على ضبط النفس وتفادي الانزلاق نحو صراع جديد داخل سوريا، خاصة وأن السلطات بدمشق ما تزال رافضة للا مركزية وتصفها بـ”التقسيم”، وكذا مترددة في مواقفها من التعددية السياسية، كما أن أنقرة ترفض أي وجود لكيان كُردي مستقل أو شبه مستقل متاخمة لحدودها. أما الغرب، فدوره سيبقى مرهونا بحدود براغماتية تتمثل في ارتباط الملف الكُردي بمصالح محددة ومباشرة منها النفوذ الإيراني أو الروسي.
إقرأ المزيد