عودة باسم ياخور إلى دمشق تثير ضجة كبيرة
موقع الحل السوري الأخباري -

في تطور لافت، ظهر الفنان السوري باسم ياخور في العاصمة السورية دمشق، وهذه العودة كيفما كانت – فنية أو خاصة – أثارت ضجة كبيرة، عطفا على موقفه المتناغم مع النظام السابق وتصريحاته بشأن السلطات السورية الجديدة.

باسم ياخور عاد إلى دمشق لأول مرة منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر المنصرم، حيث وصلها عبر مطارها الدولي، وانتشرت صوره وهو في أحد مطاعم دمشق بجلسة فنية مع فنانين ومنتجين سوريين، الأمر الذي فسره البعض إلى أن عودته ربما مرتبطة بعمل فني يتم التحضير له.

الصور التي انتشرت بشكل واسع، ظهر فيها ياخور على مائدة غداء مع المنتج نايف الأحمر مالك شركة “غولدن لاين” في العاصمة دمشق، والممثلَين السوريّيْن طارق مرعشلي والليث مفتي، إلى جانب المنتج الفني محمود شلش، ومدير إدارة الإنتاج فادي نخلة.

باسم ياخور في دمشق.. ترحيب ورفض

رغم اللقاء الفني، إلا أنه من غير الواضح حتى الآن، ما إذا كان الممثل باسم ياخور عاد للمشاركة بعمل فني في دمشق أم هي زيارة خاصة للأهل والأصدقاء، وذلك بعد أن تنقل مؤخرا للعيش بين بيروت ودبي عقب سقوط نظام الأسد.

وأثارت عودة ياخور ضجة كبيرة، حيث انقسم المدونون بين مرحّب بعودته ورافض له، وفيما يخص الترحيب، فقد قال مدوّنون، إن أي مواطن سوري من حقه أن يعيش في بلده، مهما كانت مواقفه، لا سيما وأن سوريا الجديدة من المفترض بها، ديمقراطية وتضمن حرية الرأي والتعبير، حيث قالت الإعلامية السورية ريما نعيسة في تدوينة تم تداولها بنطاق واسع من المرحبين بعودة ياخور: “لا تكرّسوا مصطلح العودة وكأنها مِنّة أو حدث استثنائي”.

#باسم_ياخور في دمشق… ولا عزاء للإقصائيين والغوغائيين.
باسم لم يُغادر سوريا ليُقال إنه "عاد" إليها.
لا تكرّسوا مصطلح "العودة" وكأنها مِنّة أو حدث استثنائي.
المفروض أن لا يكون هناك مبعدٌ عن وطنه بعد اليوم.
من غير المعقول أن يتجوّل الأجنبي بحرّية، ويفرض سطوته، بينما ابن البلد يقبع… pic.twitter.com/4C3sDvVKfh

— ReemaNaisseh ريما نعيسه (@RNaisseh) May 23, 2025

وتابعت نعيسة في تدوينتها: “المفروض أن لا يكون هناك سوري مبعد عن وطنه بعد اليوم. من غير المعقول أن يتجوّل الأجنبي بحرّية، ويفرض سطوته، بينما ابن البلد يقبع تحت الخوف، أو يعيش قلق الرفض من أرضه”، مختتمة: “أتمنى أن تكون الرسالة من وجود باسم اليوم في دمشق في هذا التوقيت: البلد يتّسع لأبنائه، لا لمزايدات الكراهية ولا لصخب الإقصاء”.

في المقابل، عبر الكثير من المدونين – لا سيما من عامة الناس – عن سخطهم ورفضهم لعودة باسم ياخور إلى سوريا، مذكّرين بمواقفه التي كانت داعمة لنظام الأسد، وإنكاره لجرائمه ووقوفه مع النظام السابق، فضلا عن تصريحاته ضد سلطات سوريا الجديدة، والشروط التي أفصح عنها مقابل العودة.

هل يمكن محاسبة مؤيّدي الأسد؟

في السياق، أكد عدد من المدونين من النخبة السوريين – وهم من الرافضين لمواقف ياخور – أن من حق أي شخص العودة لبلده، فسوريا ليست حكرا لفئة دون أخرى من حيث المبدأ، فلجميع السوريات والسوريين وفق تدوينة للمحامي والناشط الحقوقي ميشيل شماس، الحق في العودة والعيش والتنقل فيها أو مغادرتها، وهذا حق مصون في الدستور والقانون لا جدال فيه.

لكنه وبحسب شماس وعدد ممن تنسجم تدويناتهم معه، فإنه بالنسبة لعودة مؤيدي الأسد والعيش في سوريا والتنقل فيها، عليهم التزام أخلاقي بضرورة الاعتذار عن مواقفهم السابقة، وأن يلتزموا مع جميع السوريات والسوريين في سلوكهم بالحفاظ على السلم الأهلي واحترام الدستور والقوانين.

شماس قال، إنه لا توجد قوانين سورية تحاسب من يؤيد النظام السابق حتى الآن، ولا يجوز الاستناد على ما ورد في الإعلان الدستوري الجديد في المادة 49 منه، تجريم ومعاقبة كل من يمجد النظام السابق أو ينكر جرائمه؛ لأن الدساتير لا تعاقب ولا تدخل في تفاصيل ما يجب فعله أو عدم فعله، فهذه مهمة القانون، ولذا فإن ذلك قد يحصل من خلال تشريع قانون إنكار جرائم الأسد من السلطة التشريعية بعد أن ينعقد المجلس التشريعي المنتظر.

وما يمكن ذكره، أنه رغم انتقاداته للسلطات الجديدة، وقوله مؤخرا إنه لن يعود إلى سوريا أبدا، وموالاته للنظام المخلوع، غير أن “نقابة الفنانين السوريين” لم تشطب اسم باسم ياخور من سجلاتها، كما فعلت مع زميلته الفنانة السورية سلاف فواخرجي، والتي تقيم في مصر حاليا.

يذكر، أنه في أول ظهور له منذ سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، انتقد الفنان السوري باسم ياخور في فبراير المنصرم، ضمن برنامج “بودكاست مع نايلة” وصول فصائل المعارضة لحكم دمشق، بقوله: “من المفارقات المؤلمة أن النموذج الذي تصدر اليوم كأبطال بعد سقوط النظام، ليس نموذج الناس التي دفعت ثمنا باهظا، كضابط انشق وتشرّدت عائلته خلال هذه الأعوام الطويلة، من تصدر كأبطال هم أشخاص عملوا (استعراض) على السوشيال ميديا وأصبحوا أبطالا. أنا لست قادرا على التفاؤل”.



إقرأ المزيد