زيارة مفاجئة وغير معلنة.. ما أبرز الملفات في اجتماع الشرع وأردوغان؟
موقع الحل السوري الأخباري -

في زيارة مفاجئة وغير معلنة، التقى الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، نظيره التركي رجب طيب أردوغان، اليوم السبت، في اجتماع رسمي عُقد في قصر “دولما” بمدينة إسطنبول، حيث استقبل أردوغان الشرع بمراسم رسمية.

وتأتي هذه الزيارة بعد الإعفاء الأميركي الشامل من العقوبات المفروضة على سوريا، وإصدار وزارة الخارجية الأميركية إعفاء من عقوبات “قيصر” لـ 180 يوماً. بينما تستمر المباحثات بين حكومة دمشق و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بما يخص الاتفاق الموقع بين الشرع وقائد “قسد” مظلوم عبدي في آذار/مارس الماضي.

بعيدا عن الإعلام

اللقاء الذي جمع الشرع وأردوغان ومسؤولين آخرين من البلدين، جرى بعيداً عن وسائل الإعلام ومن دون تصريحات رسمية أو توضيحات حول مضمون المحادثات ومحاورها، إذ لم يصدر عن دمشق وأنقرة بيانا رسميا، لغاية نشر التقرير.

لكن اللقاء أخذ طابعا عسكريا وأمنيا، بحسب طبيعة المسؤولين المشاركين في الاجتماع من كلا البلدين، حيث حضر الاجتماع من الجانب السوري وزير الخارجية أسعد حسن الشيباني، ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة، إلى جانب عدد من المسؤولين.

بينما شارك في اللقاء من الجانب التركي كل من وزير الخارجية هاكان فيدان، ووزير الدفاع يشار غولر، ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم كالن، ورئيس هيئة الصناعات الدفاعية هالوق غورغون.

وتأتي الزيارة في ظل تطورات سياسية متسارعة في الملف السوري، دوليا وإقليميا، بينما تسعى دمشق إلى توطيد علاقاتها وإنهاء الملفات العالقة داخليا، للمُضي قدما بمرحلة إعادة الإعمار، بعد رفع العقوبات الأميركية.

أبرز الملفات

لم يصدر بيان رسمي من الجانبين حول أجندة اللقاء، الذي جاء بعد يوم من رفع العقوبات والإعفاء من قانون “قيصر” لـ 180 يوما، لكن الواضح أن هذا الاجتماع جاء لبحث الخطوات القادمة، التي يجب أن تعمل دمشق عليها في الأيام المقبلة، خاصة أن واشنطن منحت إعفاء مؤقتا من قانون “قيصر”.

إذ ينبغي على الحكومة السورية الانتقالية أن تبدأ باتخاذ “إجراءات سريعة بشأن مجالات سياسية ذات أولوية مهمة”، وهو ما أشار إليه وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو.

اللقاء يأتي في وقت يجري فيه العمل على إنهاء ملف “قوات سوريا الديمقراطية” من خلال تنفيذ الاتفاق الموقع بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد “قسد”، مظلوم عبدي.

يتألف الاتفاق من 8 نقاط، وينص على وقف إطلاق النار في جميع أنحاء سوريا، واندماج “قسد” في وزارة الدفاع السورية، ودمج جميع المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال وشرق سوريا، بما في ذلك المعابر الحدودية وحقول النفط والغاز، في إدارة الدولة السورية في دمشق، بالإضافة إلى رفض أي شكل من أشكال الدعوة إلى تقسيم سوريا ومنح الحقوق على أساس الدين أو العرق.

أطلق أردوغان تصريحات قبل يومين خلال عودته من بودابست، دعا فيها دمشق إلى تنفيذ اتفاقها مع “قسد”، إذ قال: “من المهم ألا تصرف إدارة دمشق اهتمامها عن مسألة وحدات حماية الشعب الكردية”، بينما دعا أيضا إلى تعاون إقليمي ثلاثي بين سوريا وتركيا والعراق لمعالجة قضية معسكرات اعتقال عناصر تنظيم “داعش” في شمال شرقي سوريا.

استلام المعسكرات

هذه الزيارة المفاجئة، تزامنت مع وصول وفد حكومي سوري إلى السجون ومراكز احتجاز تضم مقاتلين من تنظيم “داعش” وعائلاتهم في شمال شرقي سوريا، استعدادا لاستلامها من “قسد”.

من زيارة رئيس جهاز الاستخبارات التركية، إبراهيم كالن، إلى العاصمة السورية دمشق يوم أمس الثلاثاء- “وسائل إعلام تركية”

وقال مراسل “الحل نت“، إن الوفد الحكومي السوري وصل بمرافقة قوات التحالف الدولي، استعدادا لاستلام السجون ومراكز الاحتجاز، حيث جرى بحث آليات إعادة السوريين المقيمين داخل المخيم إلى مناطقهم الأصلية، وفق معايير قانونية وأمنية، خلال اجتماع مغلق مع مسؤولين من “الإدارة الذاتية”.

وأضاف أن الوفد الحكومي السوري ضم ممثلين عن وزارتي الداخلية والخارجية، وعناصر من جهاز الاستخبارات.

وكان رئيس جهاز الاستخبارات التركية، إبراهيم كالن، توجه إلى العاصمة السورية دمشق يوم الثلاثاء الماضي، حيث التقى بكل من الرئيس السوري، أحمد الشرع، ووزير الخارجية، أسعد الشيباني، بالإضافة إلى مدير المخابرات السورية، حسين السلامة.

حيث تناولت المحادثات عددا من الملفات الحساسة، من بينها رفع العقوبات المفروضة على سوريا، ومسألة مكافحة تنظيم “داعش”، ونقل السيطرة على معسكرات احتجاز عناصر “داعش” إلى الإدارة في دمشق.



إقرأ المزيد