موقع الحل السوري الأخباري - 6/14/2025 1:45:22 PM - GMT (+2 )

بعد الضربات الإسرائيلية التي طالت إيران، فجر أمس الجمعة، ردت طهران مساء ذات اليوم، بقصف إسرائيل بمئات الصواريخ، ليتم بعدها تبادل الضررات بين الطرفين حتى هذا الصباح، ولا مؤشر حتى الآن على إمكانية توقف القصف المتبادل بين البلدين.
في تفاصيل الليلة النارية، أطلقت إيران من الساعة التاسعة بتوقيت دمشق ومكة من مساء الجمعة وحتى صباح اليوم السبت، 6 دفعات منفصلة، شملت أكثر من 100 طائرة مسيرة وأكثر من 200 صاروخ باليستي، استهدفت تل أبيب والقدس ويافا ومدن إسرائيلية أخرى.
تفاصيل الضربات الإيرانيةفي بادئ الأمر، أطلقت طهران 3 دفعات صاروخية تجاه تل أبيب كرد على الضربات الإسرائيلية التي بدأت فجر أمس الجمعة، ولكن بعد الرد الإيراني عادت إسرائيل لتضرب مواقع مختلفة في مدن إيرانية، الأمر الذي دفع إيران للعودة بضرب إسرائيل، ليستمر تبادل القصف بين البلدين حتى صباح اليوم.
أطلقت إيران على ضرباتها عملية “الوعد الصادق 3″، بينما كانت إسرائيل سمّت عمليتها بـ “الأسد الصاعد”، وحتى الآن تشير التقارير إلى تضرر كبير في البلدين، مع فارق أن إسرائيل قامت باغتيال قادة كبار وعلماء نوويين بارزين في إيران، وصل عددهم إلى أكثر من 20 شخصا.
وفيما يخص الضربات الإيرانية، فإنها تسببت بأضرار كبيرة غير مسبوقة في تل أبيب، بحسب الإعلام الإسرائيلي والعالمي، حيث أسفرت عن انهيار مبانٍ بشكل كامل وتضرر مئات المباني بشكل جزئي، بينها مباني تجارية وسكنية، فضلا عن إخلاء مئات الشقق في تل أبيب.
التطور الأكبر، هو سقوط صواريخ قرب وزارة الدفاع الإسرائيلية، ناهيك عن استهداف صاروخ إيراني لموقع استراتيجي مهم بحسب إسرائيل، قائلة إنه أدى إلى حدث خطير، دون أن تكشف التفاصيل، فيما أشار الإعلام الإيراني، إلى أن الصاروخ الذي استهدف موقعا استراتيجيا مهما، استهدف بالحقيقة “مركز البحوث النووية الإسرائيلية”.
وقال الإعلام الإيراني، إن الضربات الموجهة لإسرائيل، استهدفت مفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي في صحراء النقب، فضلا عن استهداف قاعدتي “نيفاتيم” و”رامون” الجويتين في النقب، إضافة إلى مقتل شخص مسؤول في المخابرات الإسرائيلية، دون الكشف عن هويته.
حتى الآن، أسفرت الضربات الإيرانية عن مقتل 3 أشخاص وإصابة ما بين 70 إلى 100 شخص، وفق الإعلام الإسرائيلي، هذا ناهيك عن وجود عشرات العالقين في مباني سكنية متضررة وسط وأطراف تل أبيب.
وقال قائد “الحرس الثوري الإيراني”، اللواء أحمد وحيدي، إن عملية “الوعد الصادق 3” ستستمر ما دام ذلك ضروريا، وفي الخطوة الأولى، “وجّهنا صفعة قوية للصهاينة”، فيما أكد متحدث باسم الجيش الإيراني، أن الإطلاق الصاروخي القادم سيشمل 2000 صاروخ، أي ما لا يقل عن 20 ضعف حجم الإطلاق السابق.
وأعلنت وزارة النقل الإسرائيلية، إغلاق المجال الجوي للبلاد، وأنه سيظل مغلقا حتى إشعار آخر، ويشمل ذلك مطار بن غوريون الدولي، الذي أكّد بدوره تعليق جميع الرحلات القادمة والمغادرة حتى إشعار جديد، وهو ذات ما فعلته إيران منذ البارحة، حيث أعلنت إغلاق مجالها الجوي حتى الساعة الثانية من ظهر اليوم السبت، قبل أن تمدد الإغلاق لإشعار آخر.
إسرائيل: الضربات مستمرةفيما يخص إسرائيل، فإنها وبعد الضربات الإيرانية، أعلنت استمرارها بقصف إيران، لا سيما المواقع العسكرية والنووية، وتركز القصف بعد الرد الإيراني، على العاصمة طهران، طوال ليلة الجمعة على السبت، إذ تم ضرب عدة مواقع في غرب وشرق ووسط طهران.
وبشأن القصف الذي حدث في غرب طهران، فإنه استهدف مطار مهر أباد، ثاني أكبر مطارات العاصمة الإيرانية، إذ تم ضرب حظيرة طائرات تضم مقاتلات في المطار، دون استهداف مدرج الإقلاع والهبوط والمباني والمنشآت الحيوية للمطار.
وجرى كذلك، استهداف مجمع جمران السكني في طهران، وأسفر هذا الاستهداف عن مقتل 60 مدنيا، من بينهم 20 طفلا، بحسب التلفزيون الإيراني، هذا ناهيك عن ضرب أحياء سكنية لقادة إيرانيين ولـ “الحرس الثوري”، مثل بلدة محلات وحي لويزان، إضافة إلى تصاعد دخان في شارع بيروزي شرقي العاصمة الإيرانية.
وتقول إسرائيل إن الهدف من عملية “الأسد الصاعد”، هو إضعاف البرنامج النووي الإيراني، لكن حجم الضربات، وفق بعض التحليلات، قد يشير إلى هدف أوسع، وهو إسقاط النظام الإيراني، وما يدلّل على ذلك، هو الرسالة المصوّرة التي نُشرت مساء أمس، لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث وجّه نداء مباشرا للشعب الإيراني، داعيا إياه إلى الانتفاض ضد قيادته.
وقال نتنياهو في رسالته للإيرانيين، إن “هدف العملية العسكرية الإسرائيلية هو إزالة التهديدين النووي والصاروخي عن إسرائيل، ومع تحقيقنا لأهدافنا، فإننا نمهّد الطريق أمامكم لتحقيق هدفكم، وهو الحرية”، على حد تعبيره.
وبعد الضربات الإسرائيلية، قالت إيران إن أي محادثات نووية أخرى مع الولايات المتحدة “لا معنى لها” بحسب ما نقلته صحيفة “طهران تايمز” عن إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية. ونُقل عن بقائي قوله: “لقد أقدم الطرف الآخر على فعل يجعل الحوار بلا معنى”. هذا وكان من المقرر أن تستأنف الولايات المتحدة وإيران المفاوضات بجولة سادسة في سلطنة عمان يوم غد الأحد، لكنها تأجلت أو ألغيت بعد الضربات الإسرائيلية.
بداية الضربات الإسرائيليةشنت إسرائيل، فجر أمس الجمعة، عشرات الضربات الجوية، استهدفت قلب إيران، والهدف هو إنهاء النووي الإيراني، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي، حيث تم استهداف عشرات الأهداف العسكرية والنووية في مناطق مختلفة داخل إيران، أبرزها منشأة تخصيب اليورانيوم الرئيسية الإيرانية “نطنز”، والمقر الرئيسي لـ “الحرس الثوري” في طهران، فضلا عن استهداف مواقع عسكرية ونووية أخرى في مدن طهران وأصفهان ونطنز وكرمنشاه وقم وتبريز وشيراز وهمدان.
ومع الضربات الإسرائيلية، تم اغتيال أو مقتل أكثر من 20 قائدا ومسؤولا عسكريا وعلماء نوويين إيرانيين، على رأسهم علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، وقائد “الحرس الثوري” حسين سلامي، واللواء محمد باقري، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، واللواء غلام علي، قائد مقر “خاتم الأنبياء العسكري المركزي”.
إضافة إلى ذلك، تأكد اغتيال اللواء أمير علي حاجي زادة، قائد القوات الجوفضائية في “الحرس الثوري الإيراني”، واللواء مهدي رباني مع عائلته، وهو نائب رئيس هيئة الأركان العامة للعمليات في الجيش الإيراني، فضلا عن مقتل العميد داود شيخيان، قائد الدفاع الجوي لـ “الحرس الثوري الإيراني”.
وبشأن العلماء النوويون، فقد قتل مهدي طهرانجي، وهو عالم نووي ورئيس “جامعة آزاد الإسلامية”، وفريدون عباسي، عالم نووي ورئيس سابق لـ “منظمة الطاقة الذرية الإيرانية”، وأحمد رضا ذو الفقاري، وهو أستاذ الهندسة النووية، وكل من عبد الحميد منوشهر، وأمير حسين فقهي، ومطالب ليزاده، وجميعهم علماء في المجال النووي.
إقرأ المزيد