عنب بلدي - 10/30/2025 9:30:22 PM - GMT (+2 )
 
                
            
             تشهد محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا خلافًا بين “هيئة التربية والتعليم” في “الإدارة الذاتية” وبعض المدارس التابعة للديانة المسيحية.
ويرجع ذلك لرفض المدارس اعتماد مناهج “الإدارة الذاتية”، في حين تقول “الهيئة” إنها تسعى لضمان تعليم موحد ومجاني يحترم لغات وثقافات جميع المكونات، وإنها لم تغلق أي مدرسة.
الرئيس المشارك لـ”هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية”، عدنان بري، قال في تصريح لـ “نورث برس“، اليوم الخميس 30 من تشرين الأول، إن “بعض المدارس التابعة للكنائس لا تزال تعتمد مناهج وزارة التربية السورية، وهي منهاج لنظام البعث وتفرض رسومًا مالية، وهو يخالف مبدأ المجانية في التعليم المنصوص عليه في العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية”.
وتسمى هذه المدارس بأسماء الطوائف السريانية والإنجيلية المشيخية والأرمنية وغيرها، لكنها في الواقع مدارس خاصة لا تتبع رسميًا للكنائس، وتدرس مناهج دراسية وليست نهج كنسي أو طقس ديني، بحسب بري.
وتابع أن التعليم في هذه المدارس غير مجاني، ويستقبل طلاب من مختلف المكونات الكرد والعرب والمسيحيين.
ويبلغ عدد المدارس التابعة للطوائف المسيحية في الجزيرة 11 مدرسة، حيث توجد خمس مدارس في الحسكة، ومثلها في القامشلي، ومدرسة واحدة في ديرك.
واعتمدت الإدارة الذاتية مبدأ توحيد المناهج الدراسية منذ بداية العام الدراسي الحالي وأوقفت التدريس بالمناهج الصادرة عن دمشق في مناطقها، وفق بري، موضحًا أن “الحزب الآشوري رفض قبل أيام الخطوة وطالب بتدريس مناهج معترفة”.
وبين أن بعض المدارس التابعة للطوائف المسيحية رفضت اعتماد مناهج “الإدارة الذاتية”، وفضلت الاستمرار بمنهاج ما وصفه بـ”النظام البعثي”، وهو ما “يتعارض مع العقد الاجتماعي الذي يضمن لكل مكون أن يتعلم بلغته”.
وذكر أن هيئة التربية في “الإدارة الذاتية” لم تغلق أي مدرسة، بل تسعى لتوحيد المناهج وتطبيق منهاج الإدارة الذاتية في جميع المدارس، بهدف ضمان تعليم مجاني لكل المكونات وفق لغاتها وثقافاتها.
الحزب الآشوري يستنكر إغلاق المدارسرفض “الحزب الآشوري الديمقراطي” عبر بيان، في 28 من تشرين الأول، القرارات الصادرة عن مؤسسات “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا، والمتعلقة بإغلاق المدارس الخاصة العائدة للكنائس، أو إلزامها بتدريس المنهاج المعتمد من قبل “الإدارة الذاتية”، رغم عدم الاعتراف بهذا المنهاج على المستويين الوطني والدولي.
واعتبر “الحزب الآشوري” أن هذه الخطوة تمس بشكل مباشر حق أبنائهم في التعليم المعترف به رسميًا، وتعرض مستقبل الطلبة الآشوريين وسائر المكونات إلى حالة من “الضبابية والارتباك”، نتيجة فرض مناهج لا تتيح لهم متابعة تحصيلهم العلمي في الجامعات داخل سوريا أو خارجها.
ويأتي بيان “الحزب الآشوري الديمقراطي” بعد فشل الحوارات بين الكنائس و”الإدارة الذاتية” حول هذا الملف ووصولها إلى طريق مسدود، ولا سيما بعد الاجتماع الأخير الذي عقد في 27 من تشرين الأول.
وأشار “الحزب” إلى أنه تريث في إصدار بيانه هذا خلال الفترة الماضية، لإعطاء الفرصة “الكاملة” للحوارات التي كانت تجري بين الكنائس و”الإدارة الذاتية”، آملًا في التوصل إلى حلول تحفظ حقوق الطلبة والمؤسسات التعليمية على حد سواء.
وجاء بيان “الحزب” نتيجة إصرار “الإدارة الذاتية” على فرض مناهجها الخاصة دون توافق أو اعتراف، معتبرًا أنه من الضروري إعلان موقفهم الصريح، دفاعًا عن حقوق “شعبهم”، ووجوده في أرضه التاريخية.
وأوضح “الحزب الآشوري” أن هذه القرارات تم اتخاذها دون التشاور مع ممثلي المكون الآشوري، الذي تعد الكنائس والمدارس التابعة له، ركيزة أساسية في الحفاظ على هويته الثقافية والدينية.
واعتبر “الحزب الآشوري الديمقراطي” أن هذا “الإقصاء”، يعد خرقًا لمبدأ الشراكة والمساواة بين المكونات المنصوص عليه في العقد الاجتماعي لـ”الإدارة الذاتية”، والذي يفترض أن يضمن لكل مكون حقه في إدارة شؤونه التعليمية والثقافية بحرية.
ويرى “الحزب” أن هذه الإجراءات تشكل تعديًا على حقوق المكونات الأصلية في الجزيرة السورية، وتهديدًا للتنوع القومي والثقافي في المنطقة، وتضع مستقبل التعليم والأجيال القادمة أمام مجهول خطير لا يمكن القبول به.
ما القضيةوكانت “الإدارة الذاتية” أغلقت المدارس الخاصة بالمسيحيين من سريان وأرمن، ضمن المناطق الخاضعة لسيطرتها، في 30 من أيلول الماضي.
واقتحمت قوات الأمن الداخلي (أسايش) خمس مدارس خاصة تابعة للمكون المسيحي في مدينة القامشلي، وأغلقتها بالقوة، بعد طرد الإداريين والطلاب منها بشكل مفاجئ.
ويعود سبب الإغلاق لرفض رؤساء الكنائس المسيحية فرض المناهج الخاصة بـ”الإدارة” على مدارسها الخاصة، ومطالبتها بالاستمرار بتدريس المنهاج الحكومي السوري.
وطالب أبناء الديانة المسيحية “الإدارة الذاتية” في مقابلاتهم مع عنب بلدي حينها بالتراجع عن هذه القرارات الصادرة، مؤكدين أن مطالبهم تنطلق من حقوق إنسانية ودستورية أصيلة، وليست امتيازات طائفية.
وشملت قرارات الإغلاق عددًا من المدارس والكليات الخاصة، منها مدرسة مار قرياقس (السريان الأرثوذكس)، مدرسة السلام (الأرمن الكاثوليك)، مدرسة ميسلون (البروتستانت)، مدرسة فارس الخوري (الآشوريين)، مدرسة الاتحاد (الأرمن الأرثوذكس)، ومدرسة الأمل بالحسكة التابعة للكنيسة السريانية الأرثوذكسية.
مرتبط
إقرأ المزيد

 
                            
                    



