عنب بلدي - 12/7/2025 1:20:24 PM - GMT (+2 )
عنب بلدي = جلال ألفا
شهدت كرة القدم السورية في عام 2025 موسمًا متقلبًا بين إنجازات باهرة وإخفاقات موجعة، في ظل فراغ إداري غير مسبوق ضرب المنتخبات على مختلف فئاتها.
ففي الوقت الذي نجح فيه المنتخب الأول بضمان بطاقة العبور إلى كأس آسيا 2027 بالعلامة الكاملة، عانت بقية المنتخبات من تخبط إداري أثر في نتائجها واستعداداتها، لتخرج أغلبية المنتخبات من المنافسات الآسيوية بخيبة كبيرة.
وبين عمل فني يحتاج إلى استقرار، وإدارة مضطربة تغيرت أكثر من مرة، بقيت كرة القدم السورية أسيرة الظروف، بانتظار عهد جديد بعد انتخاب اتحاد رسمي يعقد عليه الأمل لإعادة التنظيم ووضع مسار واضح يعيد اللعبة إلى مكانتها الطبيعية.
الإنجاز الأهمنجح المنتخب السوري في التأهل لكأس آسيا 2027 التي ستقام بالسعودية، بعد إخفاقه بالوصول إلى الدور الثالث المؤهل لكأس العالم 2026، الذي يؤهل المنتخبات مباشرة إلى البطولة القارية.
المنتخب وقع في مجموعة سهلة على الورق، وضمت كلًا من: ميانمار، باكستان، أفغانستان.
وتصدّر مجموعته بالعلامة الكاملة، بعدما جمع 15 نقطة من خمس مباريات، وسجل المنتخب 16 هدفًا، فيما استقبل هدفًا واحدًا.
الإنجاز يُبنى عليه كثيرًا وصولًا للنهائيات المقررة في السعودية، فأمام المنتخب سنة كاملة للعمل على خطة ووضع استراتيجية لتخطي دور الـ16 من البطولة، قال المدرب طارق جبان، لعنب بلدي.
وعلى الكادر الفني، وفق جبان، أن يكون موجودًا في سوريا من أجل دراسة اللاعبين المحليين، لتكوين تشكيلة ممزوجة من اللاعبين المحليين والمغتربين والمحترفين، مشددًا على ضرورة التركيز على جميع اللاعبين، من أجل الوصول إلى كأس آسيا بجاهزية كاملة.
من جانبه، قال المحلل والباحث الأكاديمي غيفارا الخطيب، إن التحضير يبدأ بتحديد معايير واضحة لانتقاء لاعبي المنتخب، وشرح آلية الاختيار، ثم الانطلاق بمعسكرات تدريبية تركز على رفع المستوى البدني والتكتيكي، وصولًا إلى توليفة متجانسة بمتوسط أعمار مقبول واستقرار فني فعلي بالتشكيلة.
فراغ وإخفاقاتسُلّمت مهام الاتحاد لأمين السر مازن دقوري، لتسيير أمور اللعبة، ومن ثم تسلّمت اللجنة الاستشارية برئاسة حازم حربا زمام الأمور.
إلا أن جميع أعضاء اللجنة الاستشارية استقالوا من مهامهم لتعيش المنتخبات فراغًا إداريًا كبيرًا.
الإخفاقات بدأت من منتخب سوريا للشباب، حيث قرر الاتحاد الرياضي الجديد تعيين المدرب محمد قويض لقيادة الفريق في كأس آسيا.
الإخفاق قد لا ينسب إلى قويض، المدرب الذي له باع طويل وكبير في الملاعب السورية والعربية.
وعلى الرغم من التفاؤل الذي ساد الوسط الرياضي، فإن النتائج جاءت عكس ذلك، حيث خاض المنتخب السوري للشباب تحت قيادة “أبو شاكر” ثماني مباريات تحضيرية استعدادًا لكأس آسيا، حقق خلالها الفوز في أربع مباريات وتعادل مرتين وخسر مرتين.
وفي كأس آسيا 2025، التي أقيمت في الصين، ودع المنتخب البطولة من دور المجموعات بعد خسارته من كوريا الجنوبية، وتعادله أمام اليابان وتايلاند.
أما المنتخب الأولمبي، فتلك حكاية أخرى، من الخانكان إلى البحري وصولًا إلى الحسين.
بعد سنوات عديدة من التدريب في الأردن وسلطنة عمان، استعان الاتحاد الرياضي بالمدرب القدير عماد خانكان، لكنه سرعان ما تمت إقالته، ليتم الاستعانة بالمدرب ماهر البحري المعروف بالوسط الرياضي السوري.
البحري وعلى الرغم من عدم اقتناعه باللاعبين السوريين المغتربين، فإنه خاض مع المنتخب عشر مباريات، حقق خلالها ثمانية انتصارات، وتعادل بواحدة، ومني بهزيمة.
ووصل بالمنتخب إلى نهائيات كأس آسيا المقررة في السعودية بين 7 و25 من كانون الثاني 2026.
وفي النهاية، أعلن الاتحاد السوري نهاية مهمة البحري، وكلف المدرب جهاد الحسين بالقيادة، والحكم على الحسين بات على الأبواب.
أما منتخب الناشئين فعاش فترة عصيبة تمثلت بعدم توفر معسكرات خارجية قبل تصفيات كأس آسيا، وفق ما قاله مدير المنتخب، زياد عجوز، لعنب بلدي.
المنتخب فشل في الحفاظ على لقب غرب آسيا وخرج من دور نصف النهائي، والاختبار الحقيقي كان التصفيات.
وفشل المنتخب في التأهل وقدم مستوى كارثيًا، وعانى المنتخب من “الفراغ الإداري” نتيجة غياب الاتحاد واستقالة اللجنة الاستشارية، إلى جانب النقص المالي، بحسب ما أفاد زياد عجوز عنب بلدي.
وأضاف عجوز أن الإمكانيات المادية وقفت في وجه التحضير المثالي، واستعادة الأموال المجمدة بعد تعيين اتحاد جديد سيغير الكثير، لأن المال عصب الرياضة والتطور.
وبعد الخروج المخيّب للآمال والنتائج الفقيرة، انتخب فراس تيت رئيسًا للاتحاد حتى 2029، والآمال منعقدة عليه وعلى أعضاء إدارته لنقل كرة القدم إلى مكان أفضل.
في الختام، أثبت هذا العام أن نجاح كرة القدم السورية يتطلب إدارة متماسكة، واستقرارًا فنيًا، ودعمًا ماديًا مستمرًا.
ومع انتخاب اتحاد جديد برئاسة فراس تيت، تتجدد الآمال في استعادة التنظيم، وتوفير البيئة المناسبة لتطوير المنتخبات، وتحقيق نتائج تليق بتاريخ الكرة السورية، لتكون البداية نحو موسم أفضل وأكثر استقرارًا على مختلف الصعد.
مرتبط
إقرأ المزيد


