عنب بلدي - 12/7/2025 6:18:10 PM - GMT (+2 )
عنب بلدي – جلال ألفا
رغم تراجع البنية الرياضية في سوريا، وضعف التحضيرات، وغياب المعسكرات الخارجية المنتظمة، وافتقار أغلب الاتحادات للأدوات والملاعب والتجهيزات الأساسية، سجلت الألعاب الفردية خلال عام حضورًا لافتًا، وكانت الوجه الأكثر إشراقًا في الرياضة السورية.
ففي وقت عانت فيه الألعاب الجماعية من نتائج باهتة وتراجع واضح في المنافسة العربية والآسيوية، استطاعت الألعاب الفردية بجهود اللاعبين الشخصية أن تحصد ميداليات وتحقق نتائج تفوق ما أُتيح لها من إمكانات.
عام كامل يكشف أن النجاح في الرياضة السورية لم يكن ثمرة بنية قوية أو خطة واضحة، بل نتاج إرادة فردية وتألق شخصي، في ظل بيئة تعاني من نقص التمويل وتراجع مستوى المنافسة المحلية.
رغم ضعف التحضير وغياب البنية التحتية المناسبة، سجّلت الألعاب الفردية السورية حضورًا لافتًا خلال عام مضى، مؤكدة أن الإنجاز الرياضي يمكن أن يولد حتى في أكثر الظروف صعوبة.
الكلمة العليا لألعاب القوىبقيت ألعاب القوى صاحبة الحضور الأقوى والنتائج الأبرز خلال عام 2025، متصدّرة المشهد الرياضي مثبتة أنها العمود الفقري للرياضات الفردية في سوريا.
17 ميدالية متنوعة أعادت بريق ألعاب القوى السورية إلى الواجهة مجددًا، بعدما حقق المنتخب السوري أرقامًا قياسية في بطولة غرب آسيا، التي استضافتها العاصمة اللبنانية بيروت، مطلع تشرين الأول الماضي.
ورغم قلة التحضير والاحتكاك الخارجي وضعف الخبرة، فإن لاعبين حققوا نتائج جيدة، قال رئيس اتحاد ألعاب القوى، محمد الضامن، لعنب بلدي.
الضامن أكد أن المنتخب تغلب على عقبات كثيرة، مثل عدم توفر معسكر للاعبين قبل البطولة، مشيرًا إلى أن الاتحاد أشرف على اللاعبين من محافظاتهم بشكل يومي.
ممارسة اللعبة في ظل التحديات الموجودة أمر صعب، نظرًا إلى تهالك أرضيات الملاعب.
سليمان عطية
مدرب منتخب سوريا لألعاب القوى
لبقية الألعاب نصيبلم تمر مشاركات بقية الألعاب الفردية مرور الكرام، فقد ارتفع العلم السوري في جميع المحافل على الرغم من تفاوت الإنجازات.
تألق لاعبون سوريون في مختلف الألعاب خلال الأشهر الماضية، وحققوا نتائج مميزة في مسابقات رسمية وغير رسمية على الصعيد الإقليمي والدولي.
منتخب “الجوجيتسو” حصل على أربع ميداليات (ذهبية وفضية وبرونزيتان)، في بطولة غرب آسيا التي أقيمت في البحرين خلال آب الماضي.
كما تألق نادي داريا في بطولة “الأندية العربية للجودو” التي جرت في مصر، محققًا ذهبية وبرونزيتين، في آب الماضي.
وحقق منتخب سوريا لـ”الجودو” خمس ميداليات ذهبية وميدالية فضية في بطولة غرب آسيا للمنتخبات والأندية، التي أقيمت في قصر الرياضة بمدينة الحسين للشباب في العاصمة بعمّان في تشرين الثاني الماضي.
وتوج منتخب “الجودو” مجهوده بـ16 ميدالية متنوعة، في البطولة العربية التي أقيمت بالعراق، في تشرين الأول الماضي.
وفاز منتخب سوريا بثلاث ميداليات مطلع تشرين الثاني الماضي، وذلك في سباق “السبرينت ترياثلون” المفتوح للفئات العمرية، ضمن بطولة آسيا للشباب والرجال والسيدات.
ونال منتخب سوريا برياضة “اليونيفايت” سبع ميداليات متنوعة في بطولة العالم المفتوحة، بفئة الكلاسيك للرجال والشباب والناشئين، التي أقيمت في روسيا، بمشاركة لاعبين من روسيا وأوزبكستان ومنغوليا وعدد من جمهوريات الاتحاد الروسي.
وفي منافسات “المواي تاي”، حصد المنتخب ميداليتين، واحدة ذهبية وأخرى برونزية، خلال بطولة العالم للشباب (IFMA) في الإمارات خلال أيلول الماضي.
وحصلت النجمة السورية هند ظاظا في لعبة كرة الطاولة على فضية تاريخية لسوريا في بطولة التضامن الإسلامي التي أقيمت في السعودية.
أخيرًا، حقق لاعب منتخب سوريا للشطرنج مازن فندي، المركز الأول في بطولة العرب للشطرنج، التي أقيمت في الكويت بمنافسات فئة “رابيد”.
مازن واجه نخبة من اللاعبين العرب، ولم يكتفِ بخطف اللقب، بل تفوّق، وأبدع، وسيطر، ولم يتعرض لأي هزيمة.
وحقق أيضًا إنجازًا مشرفًا بحصوله على المركز الثالث (مكرر) في بطولة العالم للشطرنج لفئة تحت 12 عامًا التي أقيمت بكازاخستان، في أيلول الماضي.
فندي لم يتعرض لأي هزيمة طوال البطولة، حيث انتصر على اللاعب موكانوف إسكندر، من قيرغيزستان، وتمكن من الفوز على اللاعب الكازاخي أرسن إيتموخانوف.
وواصل فندي تألقه بفوزه على رسيله سو، من كوريا الجنوبية، وتعادل مع اللاعب الكازاخي أرزهانولي، ثم حقق فوزًا مهمًا على الروسي يموف فيشر، وفاز على لاعبين من الهند وتركيا وماليزيا.
في نهاية المطاف، كشفت الرياضات الفردية السورية أنها ما زالت تملك القدرة على تحقيق الإنجاز، حتى وسط نقص الدعم وضعف التجهيزات وغياب البيئة المثالية للتطوير.
نتائج لافتة وأسماء شابة فرضت حضورها عربيًا وآسيويًا وعالميًا، مؤكدة أن المشكلة ليست في اللاعب بقدر ما هي في منظومة تحتاج إلى إعادة بناء حقيقية.
وبينما تستمر الألعاب الفردية برفع اسم سوريا في المحافل الدولية، تبقى الأسئلة مفتوحة حول ما إذا كانت الاتحادات والوزارة ستنجح في تحويل هذا الجهد الفردي إلى مشروع رياضي متكامل يستحقه اللاعب السوري.
مرتبط
إقرأ المزيد


