طريف يطالب واشنطن بدور أكبر في السويداء
عنب بلدي -

قال الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، موفق طريف، إن على واشنطن أن تؤدي واجبها في حماية حقوق الأقليات السورية لتعزيز الاستقرار في سوريا، معتبرًا أن “الدعم الأمريكي سيُغني عن أي تدخل إسرائيلي في جنوب سوريا”.

وأضاف طريف، الذي يقوم بزيارة إلى الأمم المتحدة في جنيف، في مقابلة أجرتها معه وكالة “رويترز” الأمريكية أمس: “نأمل أن تضمن الولايات المتحدة، الرئيس ترامب، وأمريكا كقوة عظمى، حقوق جميع الأقليات في سوريا… لمنع أي مجازر جديدة”، على حد قوله.

وكانت الخارجية الأمريكية قالت على حسابها في منصة “إكس” في أيلول الماضي إن وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أعرب عن “تفاؤله” إزاء التقدم المحرز في خارطة طريق السويداء، الرامية إلى تعزيز المساءلة والمصالحة، وضمان العدالة لضحايا ما سماها بـ”الفظائع”، و”حماية حقوق الأقليات في سوريا”.

خارطة طريق السويداء سبق الإعلان عنها في أيلول الماضي من قبل وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الأمريكي إلى سوريا توم باراك، كي “تكفل الحقوق وتدعم العدالة وتعزز الصلح المجتمعي وتفتح الطريق أمام تضميد الجراح”.

هل تغير موقف طريف؟

أكد الشيخ طريف ضرورة تقرير المصير في السويداء، وضمان الحقوق والأمن لجميع الأقليات، وقال إن “من غير المعقول مطالبة الدروز بتسليم أسلحتهم”.

والتقى الشيخ طريف، في آب الماضي، المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس براك، في العاصمة الفرنسية باريس، وطالب الإدارة الأمريكية بالعمل على عدة نقاط بشأن اتفاق السويداء، حسب البيان الذي نشره في صفحته عبر منصة “فيسبوك”، أبرزها:

  • تثبيت وقف إطلاق النار بشكل شامل ومستدام في السويداء.
  • فتح ممر بري آمن، وبضمانات أمريكية، لتمرير المساعدات الإنسانية إلى محافظة السويداء.
  • رفع الحصار عن محافظة السويداء.
  • العمل على تحرير المختطفين وعودة السكان النازحين إلى القرى الدرزية، في المقرن الغربي والمقرن الشمالي.

وعن إمكانية استئناف المحادثات بين دمشق والسويداء، قال طريف لـ”رويترز” إن الثقة يجب أن تُبنى من جديد عبر السماح للنازحين بالعودة إلى منازلهم، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بالكامل إلى السويداء.

وأضاف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل: “لا توجد ثقة اليوم، يجب إعادة بناء الثقة”.

مظاهرات في السويداء

وقالت شبكة “أخبار السويداء” (SNN) إن مظاهرة حاشدة انطلقت من ساحة السرايا في السويداء تحت شعار “حق تقرير المصير لأبناء السويداء”، نحو ساحة الكرامة.

وأشارت الشبكة، اليوم الأربعاء 10 من كانون الأول، إلى أن المظاهرة تبعث برسالة قوية للعالم أجمع مفادها أن السويداء ترفض الخضوع لما وصفتها بـ”سلطات الأمر الواقع”، وتؤكد أن قرار جبل السويداء سيبقى بيد أبنائه فقط، ليكون نموذجًا سلميًا للتعايش، ويرسخ مبادئ الحرية والكرامة بعيدًا عن “سلطة الإرهاب وسياساتها المتطرفة”، حسب تعبير الشبكة.

ورفع المتظاهرون، وفقًا لفيديو بثته الشبكة، أعلام طائفة الموحدين الدروز، ولافتات كُتب عليها “حق تقرير المصير”، وطالبوا من خلال هذه اللافتات بما وصفوه “الرجوع إلى حدود 13 من تموز 2025″، وذلك في إشارة إلى تقدم القوات الحكومية السورية في ذلك التاريخ داخل الحدود الإدارية لمحافظة السويداء، على خلفية الاشتباكات بين فصائل محلية ومجموعات من البدو غرب السويداء.

طريف يطالب بحماية إسرائيلية

كان طريف أصدر بيانًا في تموز الماضي، طالب فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، بـ”الوفاء بالتزامهما بحماية الدروز في سوريا”.

وقال طريف في بيان نقلته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إن “مجزرة مروعة ووحشية” تجري في هذه الساعة في جبل الدروز جنوبي سوريا، حيث “يُقتل مدنيون أبرياء، نساءً، وأطفالًا وشيوخًا بدم بارد”، بحسب قوله.

وأضاف: “للأسف، لا يتخذ الجيش الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية أي إجراء حقيقي لوقف هذا القتل، رغم تعهداتهما الصريحة”.

وطالب الزعيم الروحي بـ”شن غارات جوية فورية تُحبط القوات الإجرامية العاملة في جنوبي سوريا”، محذرًا من أنه إذا لم يُتخذ إجراء حاسم، سـ”تتفاقم الأزمة بيننا وبين دولة إسرائيل بشكل خطير وغير مسبوق. لم يعد الصمت والوقوف موقف المتفرج ممكنين”.

أحداث السويداء

تعيش محافظة السويداء واقعًا عسكريًا وأمنيًا خاصًا، إذ لم تسيطر عليها الحكومة السورية التي تسلمت زمام الحكم عقب سقوط النظام السوري السابق، الذي لم يكن أيضًا يسيطر عليها عسكريًا في السنوات الأخيرة.

وشهدت المحافظة توترات أمنية بدأت في 12 من تموز الماضي، عقب حالات خطف متبادلة بين أبناء حي المقوس ذي الغالبية البدوية، وفصائل محلية موالية للشيخ حكمت الهجري، تطورت إلى اشتباكات في اليوم التالي.

وارتكبت القوات الحكومية ومسلحو العشائر والفصائل المحلية انتهاكات متبادلة بحق مدنيين من عشائر البدو وآخرين من الطائفة الدرزية خلال الاقتتال الذي دار بينهما.

وتعيش المدينة حالة هدوء نسبي بعد اتفاق لوقف إطلاق النار، وبينما يتهم ناشطون وجهات داخل السويداء الحكومةَ بحصار المدينة، تعلن الأخيرة إدخال قوافل مساعدات بشكل شبه يومي.

وفي 16 من آب، رفع متظاهرون أعلام طائفة الموحدين الدروز والعلم الإسرائيلي في ساحة الكرامة وسط المدينة تحت شعار “حق تقرير المصير”.

ورفعت المظاهرة شعارات ترفض “الفيدرالية” وتطالب بـ”الاستقلال التام” عن سوريا، وسط هتافات تحيي شيخ الطائفة حكمت الهجري.

مرتبط



إقرأ المزيد