عنب بلدي - 12/19/2025 1:21:09 PM - GMT (+2 )
قال الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، حكمت الهجري، إنه منذ سقوط النظام السابق وهروب رئيسه “وفق ترتيبات دولية”، بحسب تعبيره، حل مكانه “نظام فصائل مسيسة مع عصابات تكفيرية”، معتبرًا أن المرحلة الانتقالية لم تُحدث فرقًا يذكر عما سبقها من “ويلات ومجازر”، سوى بالأسماء والأشكال.
واعتبر الهجري في بيان، نُشر مساء الخميس 18 من كانون الأول، أن العام الماضي كان من أصعب الأعوام على أهالي “جبل باشان” وهي تسمية عبرية لجبل العرب، مشددًا على مواصلة السعي للوصول إلى “برّ الأمان” وفق ما وصفها بالمطالب المحقة.
المطالبة بحقوق السوريين قوبلت، بحسب تعبيره، بمزيد من “الحقد” ومحاولات “الغزو والإبادة”، وصولًا إلى ما سماه “فجائع تموز الأسود وما رافقها من مجازر بحق المدنيين، وحرق للمنازل، وسرقة للأرزاق، وانتهاكات للأعراض والأعراف، ومنع الأهالي من العودة إلى قراهم لأسباب أمنية ومشيئة دولية”.
وأشار الهجري إلى استمرار العمل لاستعادة القرى والمنازل، مؤكدًا أن رجاله “هبوا دفاعًا عن الأرض والعرض والوجود”، وأعلن “طلب الاستقلال” بهدف حفظ الكرامة والسلم، عبر “تطبيق حق تقرير المصير وفق القوانين الدولية”، مع التأكيد على عدم التراجع عن هذا الخيار ما دامت الإرادة موحدة.
ودعا الهجري إلى توحيد التوجهات وتبادل الثقة والإيمان بمن يتحمل مسؤولية القيادة، في ظل استمرار الخطف والتغييب والقصف والحصار.
وطالب بالابتعاد عن “المهاترات” والانتقام والتخوين، ورفض ما وصفها بـ“المزاودة” أو التمثيل بغير تكليف، مع التأكيد على أن “أبناء باشان أدرى بحالهم”.
واستنكر جميع الأفعال الخارجة عن القانون، ودعا إلى محاسبة “الخونة والإرهابيين” في إشارة منه إلى من خطط لانقلاب ضده، كذلك لكل من يسرق المساعدات أو يتاجر بقوت الناس أو يعتدي على الأملاك العامة والخاصة، أو يقف في وجه تطبيق العدالة، أو ينشر أفكارًا لزرع الفتنة.
وشدد على أن المحاسبة من اختصاص الجهات المختصة، متحدثًا عن وجود “نفوس ضعيفة” حاولت، وفق قوله، كسر أهلها، مشيرًا إلى تقديمهم للقضاء، ومؤكدًا عدم التسامح مع أي متورط بدماء الأهالي، والاستمرار في “مواقع الدفاع”.
وشهدت مدينة السويداء، توترات أمنية عقب حملة اعتقالات طالت شخصيات معارضة للشيخ الهجري، وأدت إلى وفاة ماهر فلحوط، ورائد المتني، أحد شيوخ طائفة الموحدين الدروز في السويداء، إثر التعذيب في الاعتقال.
وأفاد مراسل عنب بلدي حينها، أن قوات “الحرس الوطني” المدعومة من الشيخ الهجري، نفذت في 28 من تشرين الثاني الماضي، عمليات اعتقال طالت شخصيات من المحافظة، منها الشيخان الدرزيان رائد المتني ومروان رزق، وعاصم أبو فخر وغاندي أبو فخر وشخص آخر من عائلة الصفدي.
دعم لـ”الأقليات”استنكر الهجري استمرار التحريض الطائفي وما وصفه بالإصرار على إبادة الأقليات، مدينًا الاعتداءات والمجازر الطائفية التي طالت “علويين” و”مسيحيين” في حمص والساحل، إضافة إلى الاعتداءات على مناطق “قسد”.
وطالب الجهات الدولية بالتدخل لوقف الانتهاكات، مصرًا على دعم حقوق الكرد، ومساندة أهالي الساحل في “يقظتهم ورفضهم للظلم”.
ووجه التحية لقوات “الحرس الوطني ورجال الأمن الداخلي، وللمسيحيين “الصامدين”، ولجميع الأقليات المتمسكة بأصولها ومناطقها.
وأشار إلى متابعة الرئاسة الروحية “مساعي الدول ومراميها”، ومطالبة ما وصفه بـ“الحق التاريخي” عبر دول منفتحة تُعنى بتطبيق القرارات الدولية وحقوق الإنسان، متوقفًا عند مواقف دولية حيال ما جرى في “باشان”، ومعبّرًا عن الشكر لكل من “يسعى للحل”، ومنها إسرائيل.
وختم الهجري بالتأكيد على الاستمرار في العمل، داعيًا إلى الصبر والانضباط والثقة، ليكون “باشان نقطة استقرار” و“لؤلؤة ناصعة” في المنطقة، حسب تعبيره.
وسبق أن وجه الهجري رسالة، إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وأعضاء مجلس الأمن الدولي، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، وجامعة الدول العربية، ومنظمة العفو الدولية، في 11 من تشرين الأول الماضي، قال فيها إن “جبل الباشان” (تسمية عبرية لجبل العرب)، يعاني “منذ أشهر من حصار شامل وقاس يهدد حياة المدنيين”.
ودعا المجتمع الدولي إلى الاعتراف بما وصفها بـ”الإبادة” التي واجهها أهالي السويداء.
أحداث السويداءبدأت أحداث السويداء، في 12 من تموز الماضي، بعد عمليات خطف متبادلة بين سكان حي المقوس في السويداء، ذي الأغلبية البدوية وعدد من أبناء الطائفة الدرزية، تطورت في اليوم التالي إلى اشتباكات متبادلة.
تدخلت الحكومة السورية، في 14 من تموز، لفض النزاع، إلا أن تدخلها ترافق مع انتهاكات بحق مدنيين من الطائفة الدرزية، ما دفع فصائل محلية للرد، بما فيها التي كانت تتعاون مع وزارتي الدفاع والداخلية.
في 16 من تموز، خرجت القوات الحكومية من السويداء، بعد تعرضها لضربات إسرائيلية، ما أعقبه انتهاكات وأعمال انتقامية بحق سكان البدو في المحافظة، الأمر الذي أدى إلى إرسال أرتال عسكرية على شكل “فزعات عشائرية” نصرة لهم.
وبعد ذلك، توصلت الحكومة السورية وإسرائيل إلى اتفاق بوساطة أمريكية، يقضي بوقف العمليات العسكرية.
مرتبط
إقرأ المزيد


