إيلاف - 7/7/2025 5:51:55 PM - GMT (+2 )

إيلاف من تل أبيب: كشفت وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، عبر تقرير نُشر مؤخراً على موقع الجيش الرسمي، تفاصيل غير مسبوقة عن الاستعدادات الإعلامية التي سبقت عملية "الأسد الصاعد"، وهي الهجوم الذي شنته إسرائيل على أهداف داخل إيران فجر 13 يونيو الماضي، في خطوة وُصفت بأنها من أكثر العمليات تعقيداً من الناحيتين العسكرية والدبلوماسية.
ووفق التقرير، فقد تم استدعاء أربعة جنود من وحدة الإعلام البصري التابعة للجيش قبل نحو شهر من تنفيذ العملية، حيث أُبلغوا في اجتماع طارئ بطبيعة المهمة السرية التي سيضطلعون بها، وطُلب منهم التوقيع على وثيقة "شومير سود" (حافظ السر) التي تُلزمهم بالسرية التامة.
تحضيرات خلف الكواليس
تولى الجنديان والجنديتان مسؤولية تصميم وإنتاج محتوى بصري متعدد اللغات، هدف إلى شرح أهداف العملية للجمهور المحلي والعالمي، وتعزيز السردية الإسرائيلية بشأن "الخطر الإيراني النووي"، كما جاء في التقرير.
وقالت محررة الفيديو في الوحدة، وتُعرف باسم "د"، إنها تلقت استدعاءً عاجلاً في أحد الأيام، لتجد نفسها بعد ساعة في غرفة مغلقة مع كبار ضباط الوحدة، حيث تم إبلاغها بمهمتها الجديدة. وأضافت: "كُلفنا بإنتاج فيديوهات ورسوم بيانية ونماذج ثلاثية الأبعاد تشرح تطورات البرنامج النووي الإيراني ومواقع الأهداف المستهدفة".
وأشار التقرير إلى أن الفريق حصل على مواد استخبارية سرية، بينها صور أقمار صناعية، خرائط، ومعلومات تقنية من شعبة الاستخبارات العسكرية، تم تحويلها إلى محتوى مرئي يُظهر مدى "تقدم إيران في تخصيب اليورانيوم"، وخطورة المنشآت التي جرى استهدافها، كمنشأة نطنز النووية.
تحديات فنية بلا إنترنت
أحد المصممين، العريف "ت"، أوضح أنهم عملوا في عزلة رقمية تامة دون استخدام الإنترنت لأسباب أمنية، ما اضطرهم إلى دراسة الخرائط والتضاريس الإيرانية يدوياً، وتحديد مواقع الهجوم باستخدام طرق بديلة.
ويضيف أحد الجنود المشاركين في إنتاج الرسوم الثلاثية الأبعاد، والذي يُدعى "ي"، أنه استعان بخبير نووي لفهم تركيب أجهزة الطرد المركزي بدقة، من أجل بناء نماذج محاكاة تحاكي البنية التحتية الداخلية للمواقع النووية.
رسائل متعددة الجماهير
أنتج الفريق محتوى مخصصاً لشرائح مختلفة: الجمهور الإسرائيلي، الرأي العام الدولي، وكذلك الناطقين بالعربية والفارسية. وأوضح التقرير أن الهدف من هذه المواد تراوح بين الشرح والتبرير، وتعزيز الردع، ومحاولة كسب الشرعية الدولية للعملية.
وقالت الرقيبة "ي"، المصممة الغرافيكية، إن الفيديوهات صُممت لتُترجم إلى سبع لغات، من بينها العبرية، والإنجليزية، والعربية، والفارسية، والإسبانية، والفرنسية، والتركية.
وأشارت محررة الفيديو إلى أن المشهد الافتتاحي المتكرر لمعظم المقاطع — طائرة تنطلق من إسرائيل نحو عمق الأراضي الإيرانية — بات رمزاً للحملة الإعلامية، التي بدأت حتى قبل الكشف عن العملية رسمياً.
من السر إلى العلن
في ليلة 13 يونيو، ومع انطلاق العملية، بدأت المواد التي أُعدّت في الظهور عبر وسائل الإعلام الدولية، من شبكات كبرى مثل CNN، وحتى منصات إيرانية داخلية. وعن تلك اللحظة، قالت إحدى المشاركات: "كان شعوراً لا يُوصف أن ترى عملاً استغرق أسابيع في التحضير يُعرض على شاشات العالم".
واختتم التقرير بشهادات الجنود الأربعة الذين وصفوا العمل بأنه "مكثف ومشحون"، حيث لم يكن بمقدورهم الإفصاح لأقرب المقربين عن طبيعة المهمة التي تسببت لهم بقلق دائم على مدار شهر كامل.
إقرأ المزيد