سكاي نيوز عربية - 7/7/2025 8:33:20 PM - GMT (+2 )

ويظهر الفيديو مئات القطع من الأسلحة المختلفة، بما في ذلك بنادق كلاشنيكوف من طراز AK-47 والأسلحة الخفيفة، والمعدات العسكرية الكاملة التي خلفتها القوات الصومالية أثناء انسحابها من الموقع.
موقع استراتيجي
تقع منطقة بورجيد في موقع استراتيجي على أطراف مدينة بيدوا، عاصمة ولاية جنوب غرب الصومال.
وفي 30 يونيو الماضي، شهدت المنطقة اشتباكات عنيفة بدأت عند الفجر عندما شن مسلحو حركة الشباب هجوما مفاجئا على قاعدة عسكرية في باي بورجيد، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.
وفي 23 يونيو، أعلنت حركة الشباب الإرهابية سيطرتها بالكامل على باروجيد بعد غارة عنيفة، وشهدت هذه المنطقة نفسها اشتباكات عنيفة في أبريل بين المسلحين وميليشيات عشائرية صومالية لكن اليوم، اجتاحت حركة الشباب القرية بسهولة وأعادت السيطرة مرة أخرى، مع تراجع القوات الحكومية، واستعاد المتمردون الأرض التي كان من المفترض تحريرها قبل أشهر فقط.
رسائل نفسية
أوضح محمود محمد حسن، مدير مركز هرجيسا للدراسات والبحوث، في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية" أن "الفيديو يظهر عشرات المسلحين يستعرضون ما يزعمون أنه غنائم عسكرية كبيرة تشمل مئات البنادق من نوع AK-47 وأسلحة رشاشة خفيفة، وذخائر وزيا عسكريا كاملا، بالإضافة إلى معدات اتصال ولوجستيات مما يشير إلى اختراق أمني خطير وتقهقر غير متوقع لقوات الحكومة الصومالية".
وأكد أن "مقاطع الفيديو التي تنشرها حركة الشباب تحمل رسائل متعددة، منها تأكيد استمرار قدرات الحركة الهجومية والتنظيمية رغم الضربات العسكرية المتكررة، وتوجيه إهانة مباشرة للقوات الحومية وتصويرها كقوة ضعيفة غير قادرة على الصمود، وبث الرعب في صفوف المجتمعات المحلية المتحالفة مع الحكومة مما يهدد بزعزعة الثقة في قدرة الدولة على الحماية، ومحاولة التأثير على الرأي العام الإقليمي والدولي من خلال الإيحاء بفشل جهود مكافحة الإرهاب".
وأضاف حسن أن "تركيز حركة الشباب الإرهابية على الجانب الإعلامي والدعائي يعكس قسوة الضربات التي تلقتها، وحاجتها الماسة لقلب الطاولة على الدولة الصومالية ولو على المستوى النفسي والإعلامي فقط".
واختتم مدير مركز هرجيسا بالدعوة إلى "تقديم دعم عاجل وغير محدود للقوات المسلحة الصومالية من قبل المنظومات العربية والإقليمية والقارية والأممية، بهدف تعزيز القدرات الدفاعية وإعادة هيكلة الجبهة الداخلية، والقيام بالخطوات الحاسمة للقضاء التام على الإرهاب في منطقة القرن الإفريقي".
استراتيجية نفسية لتعويض الضغط الميداني
كما قال المحلل السياسي الصومالي آدم هيبة في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية" إن الفيديو الذي نشرته حركة الشباب مؤخرا يمثل جزءا من حرب دعائية ضمن استراتيجية الحرب النفسية التي تنتهجها الحركة ضد خصومها، وعلى رأسهم الجيش الصومالي.
وأضاف هيبة أن "هذه الأفلام تستهدف الجنود والجمهور المحلي على حد سواء"، مشيرا إلى أن الفيديو يهدف لإظهار القوة العسكرية لحركة الشباب وقدرتها على الحصول على أسلحة متطورة رغم الضغط العسكري المتزايد من القوات الحكومية والدولية.
وأوضح أن العرض المتقن للأسلحة التي استولت عليها الحركة يهدف بشكل خاص إلى رفع معنويات مسلحيها وإثبات استمرارها كقوة عسكرية.
كما أشار آدم هيبة إلى أن حركة الشباب تستغل في دعايتها نقص المعلومات الرسمية مما يدفع وسائل الإعلام الدولية إلى طلب تفاصيل من الميدان، حيث تقدم الحركة نفسها كمصدر موثوق للمعلومات الميدانية.
وأضاف أن هذا النهج أثبت نجاحه في جذب انتباه وسائل الإعلام الدولية، رغم أن النتائج كانت متباينة.
الحملة الحكومية مستمرة
تخوض الحكومة الصومالية منذ أغسطس 2022 حملة عسكرية شاملة ضد حركة الشباب الإرهابية بدعم من العشائر المحلية وقوات الاتحاد الإفريقي والضربات الجوية الأميركية. وحققت هذه الحملة تقدما ملحوظا في استعادة مناطق واسعة كانت تحت سيطرة الحركة.
وفي فبراير 2025، قتل خمسة قيادات بارزة من حركة الشباب خلال التصدي لهجوم فاشل في منطقة عيل علي أحمد بمحافظة شبيلي الوسطى.
كما أعلنت السلطات الصومالية استعادة منطقتي سبيد وعانولي بمحافظة شبيلي السفلى.
ويشير تقرير أممي إلى أن 6 ملايين صومالي بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة بسبب تأثيرات الصراع المستمر. وفر سكان القرى والمناطق المتضررة إلى المدن والمناطق الأخرى، خاصة إلى العاصمة مقديشو، مما فاقم من الأزمة الإنسانية في البلاد.
إقرأ المزيد