إيلاف - 8/8/2025 3:09:47 AM - GMT (+2 )

إيلاف من القدس: قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن خطته بخصوص غزة هي الاستيلاء على القطاع بأكمله، وإزالة حماس، ثم تسليم القطاع إلى "قوات عربية" لم يحدد هويتها أو جنسياتها، ولكنها غير تابعة للسلطة الفلسطينية، ويضيف أن إسرائيل والولايات المتحدة تتفقان على المبادئ الخاصة بغزة بعد حماس، بما في ذلك السيطرة المدنية غير الإسرائيلية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس، قبيل اجتماع مهم للحكومة بشأن المرحلة المقبلة من حرب غزة، إن إسرائيل تنوي السيطرة على القطاع بأكمله ثم تسليمه إلى قوة حاكمة عربية لم يحددها.
وقال رئيس الوزراء إنه سيتم وضع "خطة مفصلة" للحكومة التي ستشكل بعد حماس، وأنها لن تضع إسرائيل في السيطرة على القطاع كحكومة مدنية، ولن تسمح للسلطة الفلسطينية بلعب أي دور.
لا نريد الاحتفاظ بقطاع غزة
ووفقاً لتقرير "تايمز أوف إسرائيل" فعندما سُئل نتانياهو في مقابلة مع قناة فوكس نيوز عما إذا كانت إسرائيل ستسيطر على القطاع الذي يبلغ طوله 26 ميلاً بالكامل، قال: "نعتزم، لضمان أمننا، إبعاد حماس من هناك، وتمكين سكان غزة من التحرر من قيود الاحتلال، وتسليمها حكماً مدنياً". لكنه أكد قائلاً: "لا نريد الاحتفاظ بغزة. نريد محيطاً أمنياً، لكننا لا نريد أن نحكمه. لا نريد أن نكون هناك كهيئة حاكمة".
وقال إن إسرائيل تريد "تسليمها لقوات عربية تحكمها بشكل صحيح، دون تهديدنا، ومنح سكان غزة حياة جيدة".
كما صرح نتانياهو لمجموعة من الصحفيين الهنود الزائرين، وفقًا لقناة سي إن إن نيوز 18 الناطقة باللغة الإنكليزية، بأن "خطتنا ليست احتلال غزة أو ضمها. هدفنا هو تدمير حماس واستعادة رهائننا، ثم تسليم غزة إلى حكومة انتقالية".
وتابع :"أريد إنهاء الحرب قريبًا، ستنتهي بسرعة إذا رضخت حماس وألقت سلاحها وأطلقت سراح الرهائن، فستنتهي غدًا. حتى الشعب الفلسطيني في غزة يقاتلون حماس".
حماس ترفض أفكار وخطط نتانياهو
وقد قوبلت تعليقات نتانياهو برفض شامل من جانب حركة حماس، مما دفع الأردن إلى التأكيد على أنها لن تقبل إلا بقرارات بشأن مستقبل غزة يتفق عليها الفلسطينيون.
في حين أعربت الدول العربية عن استعدادها للمساعدة في إعادة إعمار غزة بعد الحرب، فإنها كانت منذ فترة طويلة مشروطة بمشاركتها في إشراك السلطة الفلسطينية، حيث اعتبرت دور رام الله حاسماً في إنشاء أفق دبلوماسي لحل الدولتين، من خلال وجود نفس الهيئة الحاكمة المسؤولة عن كل من الضفة الغربية وغزة.
ولكن رفض نتانياهو لأي دور للسلطة الفلسطينية منع أي دولة عربية من التعبير عن اهتمامها بلعب الدور الذي يسعى إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي في غزة بعد الحرب.
75 % من قطاع غزة في قبضة إسرائيل
وتسيطر إسرائيل حاليا على نحو 75% من القطاع، لكنها ظلت بعيدة عن المناطق التي يعتقد أن جماعة حماس الإرهابية تحتجز فيها رهائن، كما امتنعت عن فرض أي حكم مدني على سكان القطاع، الذين صدرت لهم الأوامر بإخلاء جميع المناطق التي تعمل فيها القوات البرية.
وفي حديثه إلى بيل هيمر من قناة فوكس نيوز قبل اجتماع الحكومة مباشرة، قال نتانياهو: "نريد أن نحرر أنفسنا وتحرير شعب غزة من الإرهاب الرهيب الذي تمثله حماس".
ونفى نتانياهو وجود أي نية للتسبب في معاناة المدنيين، مشيرا إلى جهود إسرائيل لإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأوضح لقناة فوكس أن "السبب الذي يجعلك ترى المباني المدمرة في غزة هو أن حماس تزرع الألغام في كل مبنى، وعندما يتم تفجير الأنفاق تحت الأرض، فإنهم يهدمون المباني فوقها، مؤكداً أن كل هذه المباني فارغة، بعد أوامر إخلاء واسعة النطاق.
وعندما سأل هيمر ما إذا كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعطى القدس الضوء الأخضر للسيطرة على القطاع بأكمله، رفض نتانياهو الإجابة بنعم واضحة، قائلا: "إنه يقول فقط: أنا أعلم أن إسرائيل ستفعل ما يتعين عليها فعله".
وأضاف "لم ندخل في هذا النوع من المناقشات"، لكنه قال إن الولايات المتحدة وإسرائيل ناقشتا زيادة المساعدات الإنسانية التي تؤدي إلى عملية كبرى، ومبادئ معينة، ولكن ليس خطة مفصلة، لغزة ما بعد حماس.
وفيما يتعلق باليوم التالي، قال نتانياهو إن إسرائيل وواشنطن تتفقان على أنه "يجب أن يكون له مبادئ معينة"، لكنه أضاف: "أنا لا أتحدث عن خطة مفصلة بعد، لأنني أعتقد أنه سيتم تطويرها".
5 أهداف لإسرائيل في غزة
وقد ذكر نتانياهو خمسة مبادئ: نزع سلاح حماس؛ وتجريد غزة من السلاح؛ وإطلاق سراح جميع الرهائن؛ والمسؤولية الأمنية الإسرائيلية؛ وسلطة حاكمة مدنية غير إسرائيلية "مستعدة في الأساس للعيش في سلام مع إسرائيل وإعطاء سكان غزة مستقبل مختلف".
ووصفت حركة حماس في بيان لها تصريحات نتانياهو بأنها "انقلاب صارخ" على عملية المفاوضات.
وأضاف البيان أن "خطط نتانياهو لتوسيع العدوان تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنه يسعى للتخلص من أسراه والتضحية بهم". وأضافت الحركة أنها ستنظر إلى أي قوة حاكمة يتم تشكيلها بما يتماشى مع اقتراح نتانياهو على أنها "قوة احتلال مرتبطة بإسرائيل".
موقف الأردن واضح
وقال مسؤول أردني لرويترز يوم الخميس عقب تصريحات نتانياهو إن عمان "لن تدعم إلا ما يتفق عليه الفلسطينيون ويقررونه".
قال المصدر: "يجب أن يتم توفير الأمن في غزة من خلال المؤسسات الفلسطينية الشرعية. لن يوافق العرب على سياسات نتانياهو".
ماذا قال يائير لابيد؟
انتقد زعيم المعارضة يائير لابيد تعليقات نتانياهو يوم الخميس، وقال في بيان: "ما يقترحه نتانياهو هو حرب أخرى، ومزيد من الرهائن والقتلى، وعشرات المليارات من أموال دافعي الضرائب التي سيتم صبها في أوهام وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش".
وتشير التقارير إلى أن خطة احتلال غزة المدعومة من نتانياهو ستبدأ بالسيطرة على مدينة غزة، في شمال القطاع، وكذلك المخيمات في وسط القطاع، مما يدفع حوالي نصف سكان القطاع جنوباً نحو منطقة المواصي.
ورغم معارضة عدد قليل من الوزراء للخطة، فقد أشارت التقارير إلى أن نتانياهو من المرجح أن يحصل على أغلبية داخل مجلس الوزراء الأمني رفيع المستوى لدعمها.
ويقال إن كبار قادة جيش الدفاع الإسرائيلي يعارضون الخطة، حيث ورد أن رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي الفريق إيال زامير حذر من أن "احتلال القطاع سوف يجر إسرائيل إلى ثقب أسود". كما أطلقت بعض عائلات الرهائن ناقوس الخطر، مشيرة إلى أن توسيع العمليات من شأنه أن يعرض الأسرى الناجين للخطر.
إقرأ المزيد