إيلاف - 11/13/2025 9:40:44 AM - GMT (+2 )
إيلاف من برلين: تشير تحليلات الحمض النووي الجديدة، التي تعتمد على قطعة قماش ملطخة بالدماء مأخوذة من الأريكة التي انتحر عليها أدولف هتلر في برلين في مايو (أيار) عام 1945، إلى أنه عانى من اضطراب وراثي يؤثر على النمو الجنسي، وفقًا لباحثين ظهروا في فيلم وثائقي عبر القناة الرابعة البريطانية.
وقال المنتجون إن الفيلم الذي يحمل عنوان "حمض هتلر النووي: خطة ديكتاتور" سيعرض على الشبكة البريطانية ويعرض ادعاءات حول ميول هتلر الجنسية وأصوله وصحته العقلية مستمدة من البيانات الجينية .
ووفقاً لما نشرته "إندبندنت" البريطانية، فإن الدراسة تستند إلى عينة قماش قطعها العقيد روزويل ب. روزنغرين، مسؤول الصحافة في الجيش الأميركي، في مايو (أيار ) 1945 من أريكة في قبو الفوهرر. وبعد ما يقرب من 80 عامًا، يقول العلماء إنهم تأكدوا من صحة الحمض النووي لهتلر بمقارنته بالكروموسوم Y لأحد أقاربه الأحياء، مما مكنهم، على حد قولهم، من إجراء تحليل جيني أوسع لهذه المادة.
تعطل النمو والتطور الجنسي
وبحسب الفيلم الوثائقي، فإن النتيجة الرئيسية هي أن هتلر ربما كان يعاني من متلازمة كالمان، وهي حالة وراثية تؤدي إلى تعطيل التطور الجنسي الطبيعي.
يقول الباحثون إن هذا يتوافق مع فحص طبي أُجري عام 1923 وكُشف عنه عام 2015، والذي أشار إلى إصابة هتلر بخصية معلقة. ويضيفون أن هذه المتلازمة ربما تكون قد غيّرت مستويات هرمون التستوستيرون لديه، وأن احتمال إصابته بصغر حجم القضيب يبلغ واحدًا من عشرة تقريبًا.
بلا حياة خاصة لأنه يعاني مشاكل جنسية
يُجادل أليكس جيه. كاي، المؤرخ بجامعة بوتسدام والخبير في شؤون ألمانيا النازية، في الفيلم بأن هذه النتائج قد تُفسر "تفاني هتلر شبه الكامل في السياسة مع غياب شبه كامل للحياة الخاصة". ويرى أن الحركة النازية لم تكن لتتمكن من الوصول إلى السلطة إلا في ظل قيادة هتلر وظروفه الخاصة، كما يقول في الفيلم الوثائقي.

يزعم الباحثون أن تحليل الحمض النووي يدحض شائعة قديمة مفادها أن هتلر كان له جد يهودي، وهي تهمة كررها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف. بل يقولون إن الأدلة الجينية تشير إلى أصول نمساوية-ألمانية.
تشير الدراسة أيضًا إلى أن جينوم هتلر يُظهر درجات جينية متعددة عالية جدًا، مما يضعه ضمن أعلى نسبة مئوية من القابلية الوراثية للإصابة بأمراض النمو العصبي والنفسي، مثل التوحد والفصام والاضطراب ثنائي القطب. مع ذلك، يُشدد العلماء على أن هذا تقييم إحصائي قائم على "درجات جينية متعددة" ولا يُشكل تشخيصًا قاطعًا، مُشيرين إلى استحالة تشخيصه بأثر رجعي.
نُقل عن عالمة الوراثة الرائدة، البروفيسورة توري كينغ، في الفيلم قولها: "لو اطلع هتلر على نتائجه الجينية، لكان من شبه المؤكد أنه أرسل نفسه إلى غرف الغاز".
وتُحذّر هي وخبراء آخرون مشاركون في المشروع، بمن فيهم البروفيسور سيمون بارون كوهين من جامعة كامبريدج، بشدة من استخلاص استنتاجات مُبسّطة.
يؤكدون أن الجينات لا تُبرر جرائم هتلر، ويحذرون من ربط هذه الحالات بالقسوة، تفاديًا لوصم من يعانون من أمراض مماثلة. يقول كينغ في الفيلم: "الحمض النووي ليس سوى جزء من لغز شخص ما. لا يُمكن رؤية الشر في الجينوم".
ما هي متلازمة كالمان
متلازمة كالمان هي اضطراب جيني نادر يسبب تأخر البلوغ أو فشله تمامًا، وغالبًا ما يترافق مع فقدان حاسة الشم أو ضعفها. ينتج هذا عن فشل في منطقة ما تحت المهاد في إنتاج الهرمونات اللازمة لبدء عملية البلوغ بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى قصور الغدد التناسلية. تشمل الأعراض تأخر النمو الجنسي، وعدم نضج الخصيتين أو صغر حجم القضيب عند الذكور، وغياب الدورة الشهرية عند الإناث، بالإضافة إلى بعض المشكلات الأخرى.

إقرأ المزيد


