إيلاف - 11/13/2025 10:58:46 PM - GMT (+2 )
دعت الخارجية الأمريكية إلى ضرورة تحرك دولي لقطع إمدادات الأسلحة عن قوات الدعم السريع في السودان، محذرة من عواقب استمرار ذلك، وذلك مع استمرار الهجمات التي كان أحدثها، الخميس، في الولاية الشمالية، والتي استهدفت سداً رئيسياً في مدينة مروي.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، مساء الأربعاء: "أعتقد أنه ينبغي القيام بشيءٍ ما لقطع الأسلحة والدعم الذي تتلقاه قوات الدعم السريع مع استمرار تقدمها".
ورفض روبيو تسمية دولة بعينها؛ لكنه قال: "إنها تمر عبر دولة ما، ونحن نعرف من هم، وسنتحدث معهم بشأنها ونُفهمهم أن ذلك سينعكس سلباً عليهم، وعلى العالم، إذا لم نتمكن من إيقاف هذا".
وتواجه الإمارات العربية المتحدة، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة، اتهامات متزايدة بدعم قوات الدعم السريع، وهي مزاعم تنفيها أبو ظبي.
في الوقت نفسه، أعلن الجيش السوداني، الخميس، تصديه لهجمات مُسيرة شنتها القوات شبه العسكرية، في مدينة مروي بالولاية الشمالية شمالي السودان.
وجاء في بيان للجيش أن الطائرات المسيرة "استهدفت مقر قيادة الجيش والمطار وسد مروي"، مضيفاً أنه اعترض الهجمات التي حمّل قوات الدعم السريع شبه العسكرية مسؤوليتها.
وأفاد مصدر من جهاز المخابرات بإطلاق سبعة مقذوفات، بينما سمع صحفي من وكالة فرانس برس في المنطقة عشرة انفجارات.
وقد أحصى شهود عيان أكثر من عشرين انفجاراً بين منتصف ليل الأربعاء وفجر الخميس، مشيرين إلى أن مدينة مروي، التي تبعد حوالي 350 كيلومتراً شمال الخرطوم، غرقت في ظلام دامس بعد انقطاع كامل للتيار الكهربائي.
- "مهمتنا هي القتل فقط": كيف نفّذت قوات الدعم السريع "مجزرتها"؟
- "إما دفع الفدية أو الموت": بي بي سي توثق شهادات "صادمة" من أقارب محتجزين في الفاشر
وخلال الأشهر الماضية، لجأت قوات الدعم السريع بشكل كبير إلى الطائرات المسيرة، مع استمرار حربها مع الجيش، وذلك بعد أن وافقت مؤخراً على وقف إطلاق نار إنساني لمدة ثلاثة أشهر بدعم أمريكي.
وقد قبلت قوات الدعم السريع اقتراحاً أمريكياً بوقف إطلاق النار الأسبوع الماضي، بعد احتجاج دولي على تقارير تُفيد بقتلها أعداداً كبيرة من المدنيين أثناء اجتياحها الفاشر، آخر معقل كبير للجيش في دارفور.
ومع ذلك، لم يوافق الجيش على وقف إطلاق النار، الذي قد يُتيح فرصةً لإيصال المزيد من المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها بعد عامين ونصف من الصراع، ولم يهدأ القتال.
واستهدفت القوات شبه العسكرية منشآت عسكرية ومدنية، وكثّفت هجماتها على العاصمة الخرطوم في أكتوبر/تشرين الأول، ومقر الحكومة في بورتسودان خلال فصل الربيع.
بالتوازي، تواصل قوات الدعم السريع زحفها في إقليم كردفان الاستراتيجي، الذي يربط غرب البلاد بالعاصمة، لاسيما بعد سيطرتها على الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور المجاورة أواخر الشهر الماضي.
وسيطرت القوات شبه العسكرية على بلدة بارا في ولاية شمال كردفان، بعد شهرين من استعادة الجيش لها.
ويُشير تصاعد ضربات الطائرات المُسيّرة، ونشر قوات الدعم السريع شبه العسكرية والجيش لقوات وأسلحة جديدة، إلى أن كلا الجانبين يُركّزان جهودهما الآن على كردفان، وهي منطقة مُكوّنة من ثلاث ولايات تُشكّل منطقة عازلة بين معاقل قوات الدعم السريع في غرب دارفور والولايات التي يُسيطر عليها الجيش في الشرق.
"من أعنف النزاعات في القارة الأفريقية"
على الصعيد الإنساني، أكد رئيس المفوضية الأفريقية محمود على يوسف، أن أزمة السودان تعد من أعنف النزاعات في قارة أفريقيا، التي تتفاقم بشكل غير مسبوق.
وصرح يوسف، الخميس، بأن الوضع في السودان "بلغ مستويات خطيرة من الانهيار" مستنكراً في الوقت نفسه التجاهل الدولي لمعاناة الشعب السوداني الناجمة عن تفاقم الأوضاع الراهنة في البلاد.
ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، فقد فرّ 90 ألف مدني من الفاشر، آخر معاقل الجيش في منطقة غرب دارفور، منذ سقوطها في قبضة قوات الدعم السريع في أواخر أكتوبر/تشرين الأول.
كما أوضحت إيمي بوب، رئيسة المنظمة الدولية للهجرة، بأن نحو 50 ألفاً نزحوا من كردفان.
وقالت إن فجوة التمويل لوكالات الإغاثة تُفاقم أزمة السودان، ما يجعلها عاجزة عن مساعدة عشرات الآلاف من الفارين من مختلف أنحاء البلاد.
وكانت المنظمة الدولية للهجرة قد وجهت نداء بجمع 229 مليون دولار للسودان لهذا العام، لكنها لم تتلق تمويلاً سوى بأقل من 10 في المئة من هذا المبلغ، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة، لاسيما بعد تخفيض المساعدات الخارجية من قِبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجهات مانحة أخرى.
يأتي ذلك في الوقت الذي حذرت فيه وكالتان تابعتان للأمم المتحدة من حالة طوارئ غذائية كبرى، مع تفاقم انعدام الأمن الغذائي الحاد في 16 دولة ومنطقة بين الآن ومايو/أيار 2026، ما يعرض ملايين الأرواح للخطر.
وحدد تقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي، الثلاثاء، من أن ستة بلدان معرضة لخطر المجاعة أو الجوع الكارثي من بينها السودان، مع توقعات بأن يصل الأمر إلى المجاعة أو ما يقرب منها.
- بين الميدان وطاولة الهدنة: السودان إلى أين؟
- هل تدفع سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر إلى تقسيم السودان؟
- السودان: ماهي تداعيات سيطرة الدعم السريع على الفاشر؟
إقرأ المزيد


