محمد بن سلمان في واشنطن: اعادة صياغة الشراكة التاريخية ورسم خريطة التحالفات الاقليمية
إيلاف -

إيلاف من الرياض: تكتسب زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة هذا الثلاثاء أهمية استثنائية، نظراً لحجم الملفات الاستراتيجية المطروحة وحساسية مكوناتها، وفق مصادر سعودية وأميركية متطابقة. 

ويستقبله الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض بمراسم رسمية كاملة، تشمل استقبالاً صباحياً وعشاءً رسمياً، في زيارة تعكس مستوى العلاقة بين الطرفين رغم عدم تصنيفها “زيارة دولة” كون الأمير ليس رئيساً للدولة.

ترامب قال قبل مغادرته إلى فلوريدا نهاية الأسبوع: “نحن لا نعقد اجتماعاً فقط… نحن نُكرّم المملكة العربية السعودية وولي العهد”، في إشارة واضحة إلى مكانة الرياض ودور ولي العهد الذي يتولى إدارة الملفات اليومية للدولة ويمثل المملكة في كبرى المحافل الدولية.

الزيارة ستكون الأولى لولي العهد إلى البيت الأبيض منذ أكثر من سبع سنوات، وسط تقارب متصاعد بين الرياض وواشنطن ورغبة مشتركة في فتح صفحة جديدة أكثر عمقاً واستراتيجية.

شراكة تسليحية
صفقة الـF-35 على الطاولة

من أبرز محاور الزيارة، ملف التسليح والدفاع، حيث كشفت واشنطن رسمياً عن تلقّيها طلباً سعودياً لشراء مقاتلات F-35 الأميركية المتقدمة، ضمن صفقة توصف بأنها تاريخية. المفاوضات ما تزال جارية حول التفاصيل السياسية والأمنية والتقنية للصفقة، بما في ذلك أنظمة التسلح المرتبطة بها.

الصفقة لا تُقرأ بمعزل عن ترتيبات دفاعية أوسع، بل ضمن إطار أمني متكامل يجمع بين الردع الإقليمي والدور السعودي في منظومة الأمن الجماعي.

استثمارات بمليارات الدولارات
التكنولوجيا والنووي في عمق الشراكة

الملف الاقتصادي لا يقل أهمية، إذ تضع الرياض على الطاولة مشاريع واستثمارات بمئات المليارات، مع التزام بتحويل مذكرات التفاهم إلى عقود تنفيذية مباشرة في قطاعات البنية التحتية الأميركية، والذكاء الاصطناعي، والطاقة.

وتشمل المباحثات أيضاً التعاون في البرنامج النووي السلمي السعودي، إلى جانب مشاريع في مجالات التكرير والكهرباء النووية، في إطار توجّه مشترك لضمان أمن الإمدادات الطاقية وترسيخ مسار التحول نحو الطاقة النظيفة.

أمن الخليج والبحر الأحمر
ترتيبات جديدة لمواجهة التحديات

في الجانب الاستراتيجي، تتركز مباحثات القمة على إعادة بناء ترتيبات دفاعية مشتركة في الخليج والبحر الأحمر، مع تنامي التهديدات الإقليمية وتزايد الحاجة إلى منظومة ردع فعالة. الهدف المعلن: تأمين الاستقرار الإقليمي، وتعزيز جاهزية الحلفاء، بما يُمهّد لنظام أمني أكثر استقراراً وفاعلية في منطقة تعجّ بالتحديات.

نتائج منتظرة
فصل جديد يبدأ من واشنطن

من المرتقب أن تسفر الزيارة عن توقيع اتفاقيات اقتصادية ودفاعية ضخمة، وتثبيت مرحلة جديدة من الشراكة بين الرياض وواشنطن، ترتكز على المصالح المتبادلة، والاستقرار السياسي والأمني.

تقول مصادر متابعة إن نتائج الزيارة سترسم ملامح مرحلة أكثر عمقاً في العلاقات الثنائية، وستنعكس على مجمل توازنات المنطقة، بما يعيد للرياض دورها المحوري في إعادة تشكيل المشهد الإقليمي.



إقرأ المزيد