ما الهاتف الذي اختارته شقيقة رئيس كوريا الشمالية؟
تركيا اليوم -

في مشهدٍ خطف أنظار خبراء التقنية والمحللين السياسيين على حد سواء، ظهرت كيم يو جونغ، الشقيقة القوية للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، وهي تحمل هاتفاً ذكياً فائق التطور خلال جولة رسمية لتفقد مستشفى افتُتح حديثاً. ورغم التكتم الشديد الذي يحيط بحياة النخبة في بيونغ يانغ، إلا أن عدسات الكاميرات لم تخطئ ملامح الجهاز الذي يُعد من أحدث “صيحات” التكنولوجيا العالمية.

هونر ماجيك V3: الاختيار المثير للجدل

وفقاً لتقرير نشره موقع “ساوث تشاينا مورنينغ بوست”، تشير المؤشرات القوية إلى أن الهاتف هو “Honor Magic V3”، الذي تنتجه شركة “هونر” الصينية. ويُصنف هذا الجهاز كأغلى وأرقى الهواتف القابلة للطي في الوقت الحالي، حيث يتجاوز سعره 1300 دولار أمريكي، وهو مبلغ خيالي يفوق بمراحل القدرة الشرائية للمواطن العادي في كوريا الشمالية.

ما الذي يميز هذا الهاتف؟

  • النحافة الفائقة: تصفه الشركة بأنه أنحف هاتف قابل للطي في العالم بأسره، بسمك لا يتعدى 4.35 ملم عند فتحه.

  • الأداء الجبار: يعمل بمعالج “Snapdragon 8 Gen 3″، وهو المحرك الأكثر قوة في عالم أندرويد حالياً.

  • البصريات: يضم كاميرا ثلاثية قادرة على التقريب الرقمي حتى 100 ضعف، وشاشة سطوعها يصل إلى 5 آلاف شمعة.

بهذه المواصفات، يتفوق “هونر” حتى على هاتف “سامسونغ غالاكسي زد فولد 7” في بعض جوانب النحافة، مما يعكس ذوقاً تقنياً رفيعاً لدى شقيقة الزعيم.

تحايل على العقوبات وهوس بالماركات

لا يعد اقتناء عائلة “كيم” للأجهزة العالمية أمراً جديداً، فرغم العقوبات الدولية الصارمة وقرارات مجلس الأمن التي تحظر توريد المعدات الكهربائية لبيونغ يانغ، إلا أن “النخبة” تنجح دائماً في تجاوز هذه القيود.

  • كيم جونغ أون: شوهد مراراً وهو يستخدم منتجات “آبل” مثل أجهزة MacBook و iPad، كما ظهر سابقاً وهو يحمل هاتفاً قابلاً للطي لم تُحدد هويته بدقة.

  • الرسالة السياسية: يشير الخبراء إلى أن ظهور “كيم يو جونغ” بهاتف صيني متطور قد يحمل رسالة حول متانة العلاقات التقنية مع بكين، رغم كونه خرقاً واضحاً للقوانين الدولية.

التكنولوجيا في كوريا الشمالية: عالم لعامة الشعب وعالم للنخبة

بينما تحمل شقيقة الزعيم “أنحف هاتف في العالم”، يعيش المواطنون في عالم تقني مختلف تماماً. تمتلك كوريا الشمالية علامات تجارية محلية تصنع هواتف “أندرويد” معدلة، لكنها تختلف جوهرياً عن الهواتف العالمية:

  • تطبيقات المراقبة: يتم تثبيت برمجيات إجبارية في جميع الهواتف المحلية تقوم بالتقاط صور عشوائية للشاشة وإرسالها للسلطات لمراقبة الأنشطة.

  • منظومة مغلقة: الهواتف المحلية مصممة لمنع الاتصال بالإنترنت العالمي، وتقتصر على الشبكة الداخلية للدولة (Intranet).

يُظهر هذا التباين الصارخ كيف تتحول التكنولوجيا في بيونغ يانغ من أداة للمراقبة والسيطرة على الشعب، إلى رمز للمكانة والترف والتحايل على القوانين الدولية لدى الطبقة الحاكمة.



إقرأ المزيد