سنا - 7/10/2025 5:22:58 PM - GMT (+2 )

دمشق-سانا
تجربة إنسانية وفنية جسدها طلاب وطالبات السنة الثالثة في قسم التصميم الغرافيكي والميلتيميديا، ضمن معرض “العدالة الانتقالية” الذي استضافته كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق اليوم.
وضم المعرض الذي جاء بالتعاون مع مؤسستي مسارات إبدالية ونسيج، نحو 60 ملصقاً شارك في تصميمها نحو 30 طالباً وطالبة، حولوا شهادات عائلات المفقودين وضحايا الإخفاء القسري إلى أعمال بصرية حية تعبّر عن الألم وتنبض بالأمل والحلم.
ملصقات تحكي بلسان حال السوريينعميد كلية الفنون الجميلة فؤاد دحدوح أكد لـ سانا أن الكلية تعنى بالمواضيع والقضايا الإنسانية، ولا سيما أن موضوع العدالة الانتقالية مهم جداً لبناء سوريا الجديدة، منوهاً بالمستوى الجيد للطلاب الذين شاركوا بالمعرض من خلال ملصقات للمساهمة في الوصول إلى الحقيقة، وخاصة أن كل طالب عبّر ببصمته وفكرته الخاصة عن لسان حال السوريين، وهذا الأمر يبشر بأن سوريا ولّادة بمبدعيها في كل المجالات.
إدخال المواضيع المجتمعية ضمن منهاج الكليةالدكتور في الكلية أسامة حاتم، اختصاص الاتصالات البصرية والميلتيميديا، أشار إلى أن المعرض جاء ضمن مساعي إدخال المواضيع المجتمعية ضمن منهاج الكلية، ومن ضمنها مفهوم العدالة الانتقالية والتعبير عنه بصرياً، لكي يستطيع المجتمع مشاركتنا بهذه الأفكار والحلول، منوهاً بمستوى الملصقات في التعبير عن الفكرة بأسلوب وبصمة خاصة بكل طالب.
إعادة الجامعة لدورها في احتضان قضايا المجتمعوأوضحت رئيسة منظمة مسارات إبدالية يسرى حيدر أن المعرض يمثل مبادرة لإعادة الجامعة إلى دورها كفضاء عام يحتضن القضايا المجتمعية، ويوفر للطلاب أدوات التفكير والحوار والإبداع، مبينةً أن التحضير للمعرض بدأ بحوارات مع عائلات المفقودين لتحويل شهاداتهم إلى أعمال بصرية توثق سردية الثورة السورية، وتعيد تشكيل العلاقة بين الفن والمجتمع والجامعة.
دور الفن أساسي في نشر ثقافة العدالة الانتقاليةالمدير التنفيذي لمنظمة نسيج محمد كلثوم أكد أهمية الدور التعليمي والفني في نشر ثقافة العدالة الانتقالية، باعتبارها حقاً أساسياً وجزءاً من بناء السلام في سوريا، حيث كان دور المنظمة في هذا المعرض تقديم جلسات استشارية للطلاب والطالبات عن العدالة الانتقالية والتغييب القسري، إضافة إلى مجموعة من الجلسات بين الطلاب وأسر المغيبين والمغيبات وجلسات حوارية ليرووا قصصهم.
ملصق عن الوقت في حياة المعتقلين وعائلاتهمكما أجرت وكالة سانا عدة لقاءات مع عدد من الطلاب المشاركين، حيث بينت الطالبة تسنيم خالد ديواني أن مشاركتها جاءت من خلال بوسترين جسدت في الأول أثر الوقت بين فترة الاعتقال ومشاعر الفقد وفترة تحقيق العدالة الانتقالية وإيصال الحقوق لأصحابها، والثاني عن البصمة الخاصة بكل سوري تجرع الألم لفقد أحبائه، مؤكدةً أن المعرض يقدم لهم كطلاب خبرة أكثر في عالم التصميم ليصبحوا جاهزين لدخول سوق العمل.
ملصق عن حكاية ميشيل كيلو مع طفل الزنزانةأما الطالبة مريم سلوم فشاركت بأربعة ملصقات تناولت الذاكرة ورمز العدالة، من بينها ملصق استلهمته من قصة المفكر ميشال كيلو حين روى لطفل ولد في السجن ولم يخرج منه، حكاية عن عصفور، فسأله الطفل: شو يعني عصفور؟ وأوضحت أن أفكار أعمالها جاءت بعد لقاءات وحوارات مطولة مع أسر المعتقلين.
كتابات المعتقلين على جدران الزنزانةمن جانبها أوضحت المشاركة هديل حصيرة، طالبة في كلية الفنون الجميلة قسم الاتصالات البصرية، أن مشاركتها جاءت للتعبير عن وجع الأسر المفقودة والناجية، وعن الدم والكتابات التي كانت موجودة على جدران الزنزانة، لافتةً إلى أن العدالة هي بداية لشفاء الوطن.
ملصق لسيدة فقدت زوجها وابنهاجسدت مريم حسن في ملصقها حالة إنسانية مؤثرة، فهي فقدت ابنها وزوجها بعد اعتقالهما عام 2013، ورغم ألم الفقد، أصرت على المشاركة في المعرض بعمل صممته ابنتها الفنانة التشكيلية المغتربة، تعبيراً عن إيمانها العميق بسوريا جديدة تتيح لكل إنسان أن يروي وجعه وحزنه بحرية، مؤكدةً أن هدفها هو تحقيق العدالة الانتقالية والوصول إلى الحقيقة، لتبدأ رحلة بناء مستقبل يليق بسوريا حرة وعادلة.
إقرأ المزيد