سنا - 7/31/2025 1:57:32 PM - GMT (+2 )

دمشق-سانا
في توجه إستراتيجي جديد يعكس رؤية متكاملة لإعادة الاعتبار للثقافة المقروءة وتوسيع دائرة التأثير الثقافي الوطني، أعلنت الهيئة العامة السورية للكتاب عن إطلاق خطة ثقافية شاملة تتضمن مشاريع لإحياء التراث السوري والعربي، والارتقاء بأدب الطفل، والتحول نحو النشر الإلكتروني الذكي، في إطار رؤية تربط بين الأصالة والتجديد.
طباعة كتب تراثية ثقيلة في صدارة الأولوياتوعن هذا التوجه الثقافي الجديد تحدث الأستاذ وائل حمزة المدير العام للهيئة السورية للكتاب لـ سانا أن الهيئة تسعى خلال العام الحالي، إلى استكمال طباعة كتاب تاريخي بالتعاون مع أمين مجمع اللغة العربية الدكتور محمد قاسم والدكتور محمد حمرة مدير مديرية إحياء التراث العربي، تمهيدًا لاعتماده ضمن الخطة السنوية للهيئة، من خلال إصدار كتابين تراثيين من أمهات الكتب كل ستة أشهر، ضمن رؤية إستراتيجية لإعادة إحياء البعد التراثي السوري والعربي الذي ظل مهمشاً لسنوات.
وأكد حمزة أن الهيئة ستقوم ضمن خطتها بطباعة الكتب من جميع أنواع المعارف دون تغليب جانب على آخر، حيث إن الاهتمام بالتراث لا يلغي العناية بمواضيع معاصرة مثل الأمن السيبراني، الأوبئة، والذكاء الاصطناعي، فالرسالة الثقافية تشمل التوازن بين الأصالة والتجديد، واستثمار كنوز التراث في تعزيز الحضور الفكري العربي الحديث.
إحياء شامل للتراث الثقافي بمفهومه الواسعوأشار حمزة إلى وجود لغط في مفهوم إحياء التراث بوصفه إعادة نشر كتب دينية فقهية فقط، بينما التراث يشمل الأدب، والتاريخ، والطب، والفلسفة، وعلم النفس، والهندسة، وحتى الروايات القديمة، حيث أوضح أن المشروع يهدف إلى إبراز هذا الغنى الطيفي الفريد في المكتبة العربية الذي لا نظير له عالميًا.
أدب الطفل من هامش ثقافي إلى ركيزة إستراتيجيةتحت شعار الطفل مشروع مثقف إذا أُحسن التأسيس، أعلن مدير الهيئة عن إطلاق خطة لإعادة هيكلة مجلتي شامة وأسامة المتخصصتين بالأطفال من عمر 6 إلى 16 سنة، بمحتوى بصري وفكري متطور يواكب التحولات الرقمية ويخاطب عقل الطفل في عصر الإنترنت والموبايل.
كما ستشهد مديرية منشورات الطفل تحولًا رقميًا كبيرًا، لتكون أول مديرية في الهيئة تدخل عالم النشر الإلكتروني التفاعلي من خلال تطبيق مخصص يتيح للأطفال التفاعل مع محتوى متنوع ورسوم وذكاء اصطناعي.
تقييم شامل للمنشورات: إعادة هيكلة وجوائز للأدب الشعبيتعمل الهيئة بحسب حمزة حاليًا على تقييم شامل لمنشوراتها السابقة، حيث ستلغي السلاسل غير ذات الجدوى، وتستبدلها بمحتوى عالي الجودة ومبني على سياسات نشر واضحة، معلنًا عن إطلاق مسابقة وطنية لأفضل ديوان شعر شعبي، احتفاءً بالإبداع الشعبي السوري واللبناني والفلسطيني، ومكانته في تشكيل الوعي الثقافي.
منصات رقمية وتطبيقات ذكية لتعزيز القراءةوضمن خطة الهيئة حسب حمزة سيتم إطلاق منصة رقمية رسمية للهيئة تشمل كل منشورات الطفل، إضافة إلى تطبيق مخصص على الهواتف الذكية يحتوي على كتب تفاعلية ورسوم وتعامل مباشر مع شخصية افتراضية على غرار “شات جي بي تي”، وذلك ضمن مشروع رائد قيد التنفيذ.
خطة متكاملة: من المكتبة الورقية إلى الذكيةوبين حمزة أن هناك خطة متكاملة تعمل الهيئة على تحقيقها، تشمل مشاريع بنى تحتية مهمة هي مشروع مكتبة في كل حافلة، لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من القراء لممارسة هذه الهواية، وإطلاق مبادرة شهر القراءة على مستوى سوريا، إضافة إلى تنفيذ برامج دعم للكتب المجانية، ناهيك عن اتفاقيات مع وزارة التربية والتعليم لضمان دخول الكتاب إلى المدارس.
ضوابط النشر: ثلاث دوائر حمراء لا يسمح بتجاوزهامعاون مدير عام الهيئة الدكتور عماد محمد حمرة أوضح أن النشر مفتوح لكل الكتاب من مختلف الاتجاهات والانتماءات، شريطة احترام ثلاث دوائر حمراء وهي الأخلاق العامة، واحترام الرموز والمعتقدات الدينية، والسياسة المحلية والخارجية للدولة، حيث أشار إلى أن كل ما ينشر يجب أن يمر عبر معايير فنية وأدبية واضحة تضمن الجودة والمحتوى الهادف.
الثقافة: أداة السيادة والتنميةوتابع حمرة: إن وظيفة المثقف اليوم لم تعد ترفاً بل ضرورة وطنية، حيث إن الرصاصة الفكرية أحيانًا أقوى من الطلقة النارية، كما أشار إلى أن الهيئة ستقوم بدعم جميع الكتاب ممن يحملون الهم السوري الحقيقي ويطمحون إلى بناء مشروع ثقافي وطني جامع.
واختتم حديثه بالإشارة إلى أهمية اللقاءات الثقافية المباشرة مع المثقفين والإعلاميين التي تتيح لنا أن نرى الثقافة في مظهرها الإنساني، في السلوك والموقف، فثقافتنا ليست مجرد حبر على ورق، بل ممارسة حقيقية.
إقرأ المزيد