تركيا اليوم - 9/24/2025 10:26:40 AM - GMT (+2 )

شهدت الأيام الأخيرة موجة واسعة من النقاش على المنصات الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي في تركيا والعالم العربي، بعد تداول أخبار عن فرض عقوبات على الملاك الذين يخرجون المستأجرين من منازلهم بحجة السكن فيها، ثم يؤجرونها لشخص آخر. ومع تفاقم أزمة الإيجارات وارتفاع الأسعار بنسب غير مسبوقة، تحوّل هذا الجدل إلى قضية رأي عام تمس ملايين المواطنين.
أزمة الإيجارات في تركيامنذ عام 2021، يعيش سوق الإيجارات التركي واحدة من أكبر أزماته، إذ ارتفعت الأسعار في مدن كبرى مثل إسطنبول وأنقرة وإزمير بنسبة تجاوزت 200% خلال عامين. ومع تصاعد الشكاوى، تدخلت الحكومة عبر إجراءات تنظيمية أبرزها:
-
وضع سقف للزيادة السنوية لا يتجاوز 25% حتى يوليو 2024.
-
تشديد الرقابة على عقود الإيجار الجديدة.
-
صعوبة إخلاء المستأجرين دون أسباب قانونية واضحة.
بحسب القانون المدني التركي، يحق للمالك طلب الإخلاء في حالات محددة، مثل:
-
حاجته أو حاجة أحد أقاربه من الدرجة الأولى للسكن.
-
هدم العقار أو ترميمه.
-
انتهاء العقد وفق الإجراءات القانونية.
لكن بعض الملاك استغلوا هذه الثغرات، حيث أجبروا المستأجرين على ترك منازلهم بحجة “الحاجة للسكن”، ثم أعادوا تأجيرها لمستأجر جديد بأسعار أعلى بكثير.
ماذا يقول القانون؟-
إذا ثبت أن المالك لم يسكن المنزل وأجره خلال 3 سنوات من الإخلاء، يحق للمستأجر السابق رفع دعوى تعويض.
-
المحكمة هي التي تحدد حجم التعويض، وقد يصل إلى قيمة إيجارات لعدة سنوات.
-
لا توجد “غرامة ثابتة” أو عقوبة تلقائية، بل يخضع الأمر لإجراءات قضائية وإثباتات يقدمها المستأجر.
المحامي التركي هاكان ميرت أوضح في مقال قانوني أن:
سوابق قضائية“المالك الذي يخرج المستأجر بحجة الإقامة ثم يؤجر العقار خلال ثلاث سنوات، يعرّض نفسه للمساءلة القانونية والتعويض المالي.”
-
في إسطنبول 2022، حكمت المحكمة لصالح مستأجر وألزمت المالك بدفع تعويض يعادل إيجار سنتين بعد أن أثبت أن المنزل أُجّر لطرف ثالث.
-
في قونية، رفضت المحكمة دعوى مشابهة بسبب عدم قدرة المستأجر على إثبات أن المالك لم يسكن المنزل فعليًا.
تزايد هذه القضايا يثير مخاوف المستأجرين من طلبات الإخلاء المفاجئة، ويضعف الثقة في سوق الإيجارات. خبراء الاقتصاد يرون أن استمرار الظاهرة قد يؤدي إلى:
-
ارتفاع أعداد القضايا في المحاكم.
-
مزيد من عدم الاستقرار في سوق العقارات.
-
مطالبات شعبية بتشديد العقوبات وتوضيح القوانين.
رغم الجدل الإعلامي حول “عقوبات الملاك”، إلا أن الواقع القانوني يشير إلى أن المسألة تعتمد على إجراءات قضائية وتعويضات فردية، لا على غرامات عامة أو عقوبات تلقائية. ومع ذلك، تبقى القضية مرآة تعكس عمق أزمة الإيجارات في تركيا وضرورة البحث عن حلول جذرية تحمي المستأجرين وتعيد التوازن للسوق.
إقرأ المزيد