تركيا اليوم - 9/29/2025 7:45:39 AM - GMT (+2 )

باتت المكسرات والفواكه المجففة، التي لطالما ارتبطت بالضيافة والمناسبات في المجتمع التركي، من الكماليات الباهظة التي يصعب على المواطن العادي شراؤها. فقد قفزت أسعار الفستق إلى 1700 ليرة تركية للكيلوغرام، والجوز المحلي إلى 1000 ليرة، فيما يباع البندق بـ 900 ليرة واللوز بـ 1100 ليرة.
هذا الارتفاع القياسي بات يثقل كاهل الأسر التركية التي لجأت إلى شراء المواد الغذائية الأساسية فقط، متخلية عن هذه المنتجات التي اعتادت أن تكون جزءًا من حياتها اليومية.
أسباب الغلاء: الجفاف وسياسات الاستيرادأوضحت أيتاش سيفيملي، رئيسة جمعية منتجي البن والمكسرات الجافة في أنقرة، أن الجفاف الناتج عن تغير المناخ، وتقلّبات أسعار الصرف، وتكاليف السماسرة، كلها عوامل دفعت الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة. وقالت:
مفارقة الجوز المحلي والمستورد“في الماضي، كان المواطنون يشترون الحمص المحمص، وبذور دوار الشمس، والبندق، والمكسرات المشكلة. أما اليوم، فقد أصبحت هذه المنتجات ترفًا لا يستطيع الكثيرون تحمله”.
وتساءلت سيفيملي عن سبب كون الجوز المحلي أغلى من المستورد رغم وفرة أشجاره في تركيا، مشيرة إلى أن السياسات الزراعية الخاطئة دفعت المزارعين قبل سنوات إلى قطع أشجار الجوز واستخدامها في صناعة الأثاث، بعدما عجزوا عن تحقيق عائد مجزٍ من إنتاجه.
وأضافت أن الجوز المحلي يتمتع بجودة أعلى من المستورد، سواء من حيث المذاق أو القيمة الغذائية، لكن الاعتماد المتزايد على الاستيراد جعل تركيا تحت رحمة الموردين الأجانب.
دعوة لدعم الإنتاج المحليوطالبت رئيسة الجمعية الحكومة التركية بـ تقديم الدعم للمزارعين وتشجيع الإنتاج المحلي بدلًا من الاعتماد على الواردات، خاصة مع ارتفاع أسعار الكاجو واللوز المستوردين، ما يجعل المستهلك بين خيارين أحلاهما مرّ: منتجات محلية باهظة الثمن أو بدائل مستوردة أقل جودة.
المواطن بين “الضروريات” و”الترف الغذائي”ومع هذا الواقع، باتت المكسرات والفواكه المجففة تغيب عن موائد الكثير من العائلات التركية، في وقت يقتصر فيه الإنفاق على السلع الأساسية فقط. ويخشى خبراء القطاع من أن يؤدي استمرار هذه الأزمة إلى تراجع الاستهلاك المحلي وانكماش سوق المكسرات، ما يهدد مستقبل المزارعين وصناعة الفواكه المجففة في البلاد.
إقرأ المزيد