بدأ العد التنازلي.. الكارثة التي انتقلت من مدينة لأخرى، وصلت إلى إسطنبول
تركيا اليوم -

بعد أن أثار القلق في ولايات مثل إزمير وتيكيرداغ ويالوفا وسكاريا، وصل خطر الجفاف إلى إسطنبول، مع تسجيل تراجع حاد في معدلات هطول الأمطار وانخفاض مقلق في مخزون السدود. وأظهرت أحدث البيانات أن نسبة امتلاء سدود المدينة تراجعت إلى نحو 17% فقط، وسط تحذيرات من أن الكميات المتبقية من المياه قد تكفي لما لا يزيد على خمسة أشهر.

وتشير التقديرات إلى أن إعادة ملء سدود إسطنبول تتطلب هطول أمطار متواصلة لمدة 28 يوماً، وهو سيناريو يبدو صعب التحقيق في ظل الظروف المناخية الحالية.

تحذيرات بيئية: أزمة المياه تلوح في الأفق

في هذا السياق، حذّر ظافر مراد جتينتاش، الأمين العام لمجلس إسطنبول البيئي، من اقتراب المدينة من أزمة مائية حقيقية، مؤكداً أن مشكلة المياه في إسطنبول لم تُحل جذرياً حتى اليوم. وقال:

“نحن على حافة نقص مائي في أي لحظة. في الماضي كان في إسطنبول 123 مجرى مائياً، إلا أن جزءاً كبيراً منها أُغلق أو دُمّر أو شُيّدت فوقه طرق”.

أسباب متعددة للجفاف

وأوضح جتينتاش أن الجفاف في المدن الكبرى، وعلى رأسها إسطنبول، يعود إلى عدة عوامل، من بينها الزيادة السكانية، الاستهلاك غير الرشيد للمياه، تسرب الصنابير، إغلاق المجاري المائية، والاحتباس الحراري. وأضاف أن ظاهرة “الجزر الحرارية” الناتجة عن التوسع العمراني واستخدام الغاز الطبيعي تؤدي إلى تشتت السحب الماطرة قبل وصولها إلى المدينة.

كما أشار إلى أن الهدر اليومي للمياه، مثل غسل السيارات وتسرب الصنابير، يشكل نسبة كبيرة من الاستهلاك السنوي، في وقت تتدفق فيه نحو 70% من مياه الأمطار مباشرة إلى البحار بدلاً من توجيهها إلى السدود، على عكس ما كان يحدث في السابق.

حلول مطروحة… لكنها تحتاج إلى قرار

وحول الحلول الممكنة، لفت جتينتاش إلى أهمية تلقيح السحب بمادة يوديد الفضة لتحفيز هطول الأمطار، إضافة إلى الاستفادة من تحلية مياه البحر، وهي تقنية تُستخدم حالياً في نحو 125 مدينة حول العالم. وأكد أن موقعي بابوتشديري وكازانديري يُعدّان من أنسب المواقع لإنشاء محطات تحلية في إسطنبول.

وختم تحذيره بالقول إن المدينة، حتى في حال امتلاء سدودها بالكامل، لا تملك مخزوناً مائياً يتجاوز خمسة إلى ستة أشهر، ما يجعل إدارة المياه وترشيد الاستهلاك ضرورة ملحّة، وليس خياراً مؤجلاً.



إقرأ المزيد